السبت، 13 مارس 2010

حوار مع الفنان دغالب المسعودي-تخطيطات غالب المسعودي


الفنان الاديب .... د.غالب المسعودي
الانسان المعاصر بين القلق الوجودي والهم الميتافيزيقي
حاوره الكاتب ....محمود الحديثي
س)بدايات نشوء الوعي الثقافي؟
ج)سألتني والاجابه ستكون متعلقة بتجربتي الحياتيه وهي أقل من قطرة في بحر المعرفه الزاخر.. ستكون ردا إنسانياً على سؤال كبير يبدأ من الاسفل وينتهي الى الاعلى ، كما لم يجد فيها البدائي تفسيراً لوضعه في العالم ، أي إنها صورة للوعي الانساني في مرحلة من مراحل تطوره داخل نسق ميثولوجي .. لذا ينظر الى الوعي الثقافي بوصفه حادثة تحدث في لحظة تاريخيه بل هو وحي لازماني حيث إنه كشف لما هو كامن في الانسان من ناحية بنيويه ومن هنا كان بوذا بمعنى إنه طور الاستنارة الكامله بعد تأملات في الوجود إختلى فيها بذاته وكذلك كان نيتشه ... هنا تكمن عملية البحث عن الجوهر غير المتعين،لحظة يمكن إستعادتها على المستوى الوجودي بوصفها تجربه تاريخيه.
من السهل على المرء أن يقع في الفخ لكن من الصعب أن يستسلم والذي لايحتفظ بمذاق العسل تحت لسانه صعب عليه أن يتذكر الاشياء الجميله ، بين الروح والجسد وفضاءات الوعي هناك المسكوت عنه واللامفكر فيه وهناك المتخيل والمقدس وذاكرة اللغه وكل مكائد التأويل ، تعددية دلالة النص والتفاعل المنهجي والتحليل البلاغي وترسبات الوجودية الثقافيه ، المخيال الحكائي نسق الاشياء سواء في الطبيعه أو في نتاج الانسان. وأن البحث والكشف هو لب الحضارة وهذه الروح تتغلغل في أعماق اللذين نذروا أنفسهم للفن والعلم وإن المسارات النهائيه لعمل المنظومه الفكريه تتخذ صيغاً مختلفه في الايضاح والابانه والانحياز لذا فإنه ثمة بنيه ذات خصائص محدده تنتظم كافة عناصر البحث ويمكن صياغتها في نسق شامل لايجد أبداً أي تفسير بمعزل عن هذه البنيه المعينه كي تستخدمه في المعقوليه والتفسير لإدراك التجلي.
س)هل للفنان أو الاديب مهمة؟ موقف من مشكلات الانسان والكون والحياة والمجتمع؟
ج)لعل الاجابه تكون إبتداءاً بالانتباه الى دور الفن والادب من مشكلات الانسان والكون ويبدو الفنان في تمييزه بين الوجه الاجتماعي ولاقتصادي والوجه الفلسفي أو كما يعبر عنه هو بين الحياة بأشكالها المختلفه والروح بشفافيتها الاثيريه التي تتوق للتقدم والتطور والتي تعبر فوق الحواجز المصطنعه متنسمة المطلق ، وهذا التمييز يغض النظر عن كونه خرق للمنطقي بصيغ متعدده أي وضع الحياة في سياق التحول والتطور يجعلها بتدفقها العنيف بمنجز يتفوق على نفسه في بعده النظري والمعرفي إنطلاقاً من تأويل ذلك الايمان بنحو عقلي دارءاً لكل إلتباس غير مناسب لهذه المعادله فسيكون دور الفن والادب نوع من الحوار المونوكرامي الذي يفضي الى إنتحار الذات على مذبح العدم لذلك يجب أن يكون هناك إنتباه وإحتواء يؤدي بالتالي الى هضم كل شاردة وواردة بنظام تمثيل متقدم يعتمد على أجهزة غاية في التطور من ناحيه منظومية ، إن قانون تثبيت اللحظه قد فعل فعله منذ قرون وقدس الماضي وتألقت إسطورة العصر الذهبي وتهاوت معها كل أشكال الحداثه وأصبح المفكر فيه من الحاضر الى الماضي وأصبح المستقبل تكريس للماضي ، إن تقييم وممارسة التيار الارثودوكسي و بالرغم من إشكالاته وإحباطاته لاتزال هي السائده في الفكر الشرعي والمتغلغله في الوعي التاريخي والتي لا يستطيع الباحث فض أقنعتها وإعادتها الى مصدرها الانساني لأنه في العالم لايوجد تطور يسير في خط مستقيم لذا ستكون النتائج التي يصل إليها الفنان و الاديب المفكر في التخمين والإستقصاء للملامح البعيده غير المباشرة لهذه الطروحات والخروج بحصيلة مستقلة بوصفها نسبيه نوعاً ما إنطلاقاً من أن للفن والادب وظيفه أخلاقيه إذ لولاها لما إستقطب التاريخ نفسه ولما وقف بين شخوص من غيهب شبحي تتراقص حروفه من نار كي يظل ملاصقاً لوجوده الازلي.
س) كتب عنك الكثيرين من المقالات ، فهل أنت راضي أم ساخط عن مضامين ما كتب عنك؟
ج) الرضا والسخط هي علامات عصابيه ولكن من ناحية معرفيه لم أجد من كتب عني أي إقتراب لجوهر تجربتي سواء على المستوى التشكيلي أو الادبي ولم أُقرأ جيداً من قبل الكثير ممن حاوروني وكانوا قريبين مني لأن جوهر التجربه تمتد الى محاورة ومحاولة تغيير انماط التفكير وآليات الاشتغال وهذه بحد ذاتها ثورة ولم أجد من قرأ الثورة في عينيّ أو في أعمالي.
س) ماذا تحب أو تكره في الحياة ؟

ج) الحياة عندي لحظه بين مطلقين وأنا أحب هذه اللحظه وأكره إنطفاءها.
س) موقفك من المرأة... حبيبه ، زوجه ، أم ، وزميله؟
ج)لقد أرست المرأة في تاريخها عبادة الآلهة الاولى وأناهيتا ... الام العظمى إنها الالهه الساميه القويه الطاهرة فقد وصفت بأنها فتاة جميله طويلة القامه قوية البنيه ملتحفه بعباءة موشاة بالذهب وتضع في إذنيها قرطين وفي عنقها عقد من الذهب وهي كمثل عشتار آلهة حرب تجر عربتها جياد بيض تمثل الريح والمطر والسحاب والبرد أقيمت لها معابد وقدمت لها صلوات هي من ضلع آدم وهي غاويته ، هي أفروديت آلهة الخصب وهي أثينا آلهة الحرب .
لقد كان فرويد في فترة الخطبه عاشقاً مشتعلاً حباً وفي رسالة الى مارتا يقول :(ويلك مني عندما آتي إليك يا أميرتي سوف أقبلك حتى أدميك وسوف أ غذيك حتى تسمني )، ثمة هندسة معرفية تحيل العلاقه بين الرجل والمرأة الى أبواب ونوافذ الى معايير الى كلمات سر بصيغ تعبيريه، ثمة حضور للآلهي، ثمة إشتهاء، ثمة إمضاءات ناريه ، ترنيمات ملائكيه ، معرفه ذات ، في الجنه عندما لم يكن لآدم إطلاعٌ على مكنونات أو محتويات الجسد لم تكن هناك مقاربات حركيه من الداخل، إن فاعلية الشهوة هي إضاءة طقوسية في عالم الجسد ، أن نفهم شهواتها الحقيقيه هو أن ندرك القوى التي تجعلها صاعده نحو الاعلى والاسمى وذلك بمثابة صحوة ثقافيه متأصلة ومتجذرة في الوجدان والحضور في ذاكرة الاثنين معاً وهو شبق المعرفه لأن الرجل والمرأة يكونان الانسان أو كما يقول صاحب نظرية الاكر المقسمه الارواح أكر مقسمه فعندما يلتقي النصف بالنصف يتم الاتفاق والذي يعني حقيقة الجسد الكامل برموزه ودلالاته ومفاهيمه وتصوراته وعلاماته ومجازاته.

ليست هناك تعليقات: