سلاح الفوضى الخلاقة
نوري جاسم المياحي
قد لاينتبه البعض الى ان الفوضى الخلاقة اصبحت سلاح جديد اثبتت التجارب العملية الماضية نجاحه وفعاليته على الارضفي العراق ةبقية البلدان ...لتحقيق الاهداف الاستعمارية في الاستيلاء على ثروة الشعوب واسعبادها من جديد وكسر ارادتها الوطنية المقاومة لاطماع الطامعين من خلال ما يلي :-
--- اول خطوة هي بكشف حقيقة الانظمة الدكتاتورية التي نصبتها الدول الاستعمارية ووفرت سبل الاستمرارية لها لعقود من الزمن ...وبعد ان استهلكت هذه الانظمة ..رفعوا الحماية عنها وتركوا الشعوب تتعامل مباشرة مع جلاديها اولا بتشجيعها على الاحتجاح بالتظاهر والاعتصامات وتطويره الى التمرد المسلح الذي يتحول بعدها الى النهب والتخريب وفلتان الوضع الامني كما حدث غي ليبيا ..وهذا السيناريو بدأ بتطبيقه بعد تفتيت الاتحاد السوفستي وانهيار الانظمة الاشتراكية في المعسكر الشرقي ..
--- سلاح الفوضى الخلاقة يستخدم بعد ان تهيأ كل الظروف من خلال ...اضعاف النظام وافقاده السيطرة بتوسيع الهوة بينه وبين الشعب ...تدريجيا وبصبرطويل ... ورجوعا للتاريخ نجد ان اول فخ نصب لصدام حسين عندما شجعوه لغزو الكويت واستخدام القوة العسكرية المفرطة لتدمير قدرات العراق كما تعرفون وبعدها وقوع جريمة برجي منهاتن التي كانت ذريعة لتدمير افغانستان بحجة القضاء على القاعدة وبن لادن واعلن الرئيس الامريكي بوش دول الشر كهدف اولي وكونها حاضنة للارهاب الدولي وهي كوريا الشمالية وايران والعراق .. وقد نجحوا في العراق نجاحا باهرا ولازالوا يحاولون مع كوريا وايران ...من خلال النفس الطويلوانتظار الظروف الملائمة لتدميرهما ... ومن خلال التقرب على الخطوط الخارجية ...اي الالتفات الى الانظمة الحليفة او الصديقة لهاتين الدولتين .. واسقاطها او اخراجها من معادلة القوة تدريجيا وواحدة تلو الاخرى وكما يحدث الان في سوريا يعقبها لبنان ومن ثم توجيه ضربة قاصمة لايران وبعدها يسدل الستار على اهم قضية مثيرة للاضطرابات وهي قضية فلسطين ( طبيعي هذا التخطيط الاستراتيجي لضمان امن اسرائيل) وتامين منابع النفط غي الشرق الاوسط ...
--- تحقيق الهدف الاستراتيجي القديم الجديد وهو احكام سيطرة الشركات الاستعمارية الاحتكارية الغربية على منابع النفط في العالم ... وامن دولة اسرائيل بصفتها الدولة المتحكمة براس المال العالمي والاصول المالية للشركات الاحتكارية الام ..ومن الغباء ان لا ننتبه الى مسلسل اسقاط الاهداف واحدا تلو الاخر من الشيشان الى افغانستان مرورا بالدول الاسلامية في ما يسمى باواسط اسيا ..الى ايران والعراق وسوريا واليمن في اسيا ... اما في افريقيا فبدأوأ بنيجريا والسودان والجزائر ولم يتوقفوا لحد اليوم ... مصر ..ليبيا .. حتى فنزويلا لم تسلم من شرورهم .. العامل المشترك لهذه الدول اما فيها خزين نفطي او نخطوط نقل البترول ..أو تمثل تهديد محتمل لامن دولة اسرائيل كلبنان مثلا ..ولو يقال مؤخرا بوجود النفط او الغاز في مياهها الاقليمية ...
--- السلاح المستخدم لخلق الفوضى الخلاقة ..اولا ..الضغط السياسي من خلال المؤسسات الدولية والاعلامية والانظمة الحليفة ...والوسيلة الاخطر هم العملاء والمأجورين في الداخل ودول المهجر .. وبما ان الانظمة القائمة هي بالاساس رجعية وقمعية ومعادية لشعوبها .. فيسهل خداع الشعوب باسم الحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق الانسان للثورة ضد هذه الانظمة كما يحدث اليوم بربيع الثورات ...وكلها احلام سرمدية للمواطن المحروم والمظلوم ... نجد من السهولة خداعه لينتفض هائجا متمردا على انظمته القمعية مندف

--- استخدام سلاح العقوبات والحصار مستغلين سيطرتهم على مجلس الامن الدولي ...لاجبار الدول على محاصرة الهدف واخضاعه لارادتهم ...وفي الحقيقة الواضحة ان سلاح الحصار والعقوبات هو من اسلحة الدمار الشامل الجديدة ...لان دمارها تصيب جماهير الشعب ولا تؤثر في النظام الحاكم ...واية دراسة موضوعية لما اصاب الشعب العراقي بسبب الحصار الذي استمر لمدة 13 سنة وموت مئات الالوف من العراقيين من جراءه لاكبر دليل على ذلك ... في حين لم تؤثر على صدام حسين وحاشيته ...وعندما تاكدوا من الفشل وعدم نجاح الحصار والعقوبات لجأوا لاستخدام القوة العسكرية لتدمير ما تبقي من قوة وصمود للشعب والنظام في ان واحد ...
--- لجأوا للاستخدام المفرط للقوة العسكرية والاسلحة الفتاكة لتحقيق اهدافهم كوسيلة سريعة واقناع المواطن المسحوق اصلا انه سيتخلص من النظام القائم وقمعه واضطهاده بسرعة ...ولهذا نراه يتقبل على مضض ومخدوعا بالتخريب الهائل للبنى التحتية في بلاده ...في خضم هذه الفوضى ا لتدميرية ...للاسف ينسى ان ما بناه اباءه واجداده خلال عقود طويله تدمره القوة العسكرية الغاشمة بايام قلائل ويستحيل اعادة بناءها ...لان النفوس قد دمرت ايضا ..والعراق وافغانستان وحتى في سوريا سيبقى لجرح ينزف لعقود طويلة ...وما يحدث في ليبيا خير شاهد وقائم على ذلك .. نفس سيناريوا العراق طبقوه ..وانني اعتقد انه لن تقوم قائمة من جديد للشعب الليبي لان الجروح وصلت للعظم بين ابناء شعب لازال عشائريا ...وتقدر بعض الاوساط عدد قتلى الشعب الليبي ب50 الف قتيل ... وهذا العدد يقارب ما قتله الامريكان في قنبلة هيروشيما .. ولا ننسى ان استمرار القتل لعدة سنوات مقبلة ...فالله اعلم كم سيكون عدد الضحايا ... التي ستسقط بسبب جنون الاحمق القذافي ..عدوالشعب والانسانية ..
--- لابد للمراقب السياسي ان يشيد بموقف روسيا الاتحادية تجاه محاولات الغرب الاستعماري من اخضاع سوريا لارادتهم الشريرة ..ان موقف روسيا والصين في مجلس الامن ضد تمرير مشروع القرار الامريكي الغربي لفرض عقوبات على سوريا...هذا الموقف جدير بالاحترام والتقدير ...ليس لانه مساعدة للرئيس بشار الاسد او لحزب البعث الحاكم او للنظام السوري عامة ...وانما هو موقف اخلاقي وانساني قد يجنب الشعب السوري وتحميه من السقوط في الفوضى الخلاقة وتدمير وطنه وكل منجزات هذا الشعب المسكين ..كما فعلو مع الشعب العراقي والليبي والافغاني وغيرهم بحجج غير مقنعة للمواطن البسيط فكيف لدولة عظمى كروسيا الاتحادية والصين ؟؟؟... ان الاوان للقيادة الروسية ان تضع حدا لاندفاع شركات النفط والسلاح في قتل وتدمير الشعوب من خلال تسخير كل الامكانيات السياسية والاقتصادية والعسكرية وتقف بوجه اندفاع الثور الامريكي الهائج ..لان الشعوب الضعيفة لاتتمكن لوحدها الصمود في وجه هذه الهجمة الاستعمارية ..
--- الفوضي الخلاقة والعنف والارهاب كلها وجوه متعددة لعملة واحدة ...ما يحدث اليوم في العراق على مستوى العملية السياسية فوضى خلاقة بامتياز وذلك عن طريق قتل الابرياء بالتفجيرات المختلفة والقمع والارهاب ..وخلط الحابل بالنابل .. انا لاافه

اللهم احفظ العراق واهله ..اينما حلوا او ارتحلوا ...
--
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق