بحث هذه المدونة الإلكترونية

مرات مشاهدة الصفحة في الشهر الماضي

الاثنين، 26 ديسمبر 2011

في ذكرى رحيل شارلي شابلن ,أنا انسان.. لست شيوعيا؛ ولكني رجل سلام




في ذكرى رحيل شارلي شابلن
أنا انسان.. لست شيوعيا؛ ولكني رجل سلام


ليلة 25 كانون الأول 1977، عشية الاحتفال بأعياد الميلاد، وقبل أن تدق الأجراس.. أعلن في حي كورسييه سير فيفي الباريسي ان قلب شارلي شابلن كف عن الخفقان.. توفي شابلن الانسان والفنان الكبير عن 88 عاماً.
كان على حد تعبير ناقد فرنسي – أشهر رجل على قيد الحياة في العالم، ويمكن القول، دون حرج، أنه الوحيد الذي اضحك الناس في مختلف الاصقاع، وفي أقسى الأوقات.
كان شابلن شخصية فريدة، دالة على عظمة الموهبة الانسانية والعقل الانساني. شخصية من طراز هاملت، ودون جوان، ودون كيشوت، وفاوست. وقد احرز في حياته الحافلة بالأعمال العظيمة ليس الشهرة فحسب، بل حقق ابهى انجازات السينما منذ عهدها الصامت، وأكثرها صفاءً ومقدرة على إثارة اعمق الأحاسيس الإنسانية. وشكلت تلك الانجازات قوة دفع لا نظير لها في تاريخ الابداع السينمائي العالمي.


بانوراما صغيرة لشابلن

• ولد في حي فقير في لندن. وكان والداه يعملان في التمثيل. مات الأب شارل حينما كان شارلي في الخامسة من عمره، فعاشت الأم وأولادها الأربعة اليتامى في فقر شديد.
غير ان حيّهم الفقير بقدراته، وبأهله المتسولين المتسكعين في الطرقات، سيكون في يوم قادم أفضل وأجمل ما في أفلام شارلي شابلن. فقد قدم شابلن ماضي الطفولة البائسة على حقيقته.. عالماً من انعدام العدالة ومن العسف والحرمان والفاقة، عالماً يحفل بالمناظر القادرة ليس على استدرار الدموع فقط، بل على تعميق وعي المشاهد بما هو لا انساني، وما هو مسّبب لبؤس الناس.
• اعتبارا من عام 1914، أصبح بوسع الشارب الصغير، الى جانب العصا والحذاء الواسع العتيق والبنطلون الفضفاض ومشية "البطة"، أن تكون استدلالاً واضحاً على شخصية هي أكثر تفرداً مما هو مألوف.
• بعد أربعين عاماً حافلة بالأفلام الصامتة والناطقة في الولايات المتحدة الأمريكية، وجد نفسه عاجزاً عن البقاء في مواجهة الحملة المكارثية التي عّرضته للملاحقة بعد ان رمت بوجهه "تهمة" الشيوعية، فرد عليها:
- انا انسان.. وهذه هي سياستي. لست شيوعيا.. ولكني رجل سلام!

وكان – حقاً – رجل سلام، وهو القائل:
- انني أؤمن بالحرية.. تلك هي فلسفتي، وسلامي هو الضحك !

• حرص في كل منجز سينمائي، أن يقف ضد كل ماهو سيء ومرير وغير جميل في العالم، وأن يشيع البهجة والضحك الفاتنة، التي تدفع الى التأمل. تماماً كما وصف ناقد عبقرية موليير بالقول:
- انه الضحك العميق، الذي يجعلنا نشعر، ونحن نضحك، أنه يجدر بنا أن نبكي!

تلك كانت سخرية شابلن، التي ارتقى بها الى مصاف أعظم الفنانين في عصرنا، وأكثرهم خلودا.


ماتع – 25 / 12 / 2011

ليست هناك تعليقات: