بحث هذه المدونة الإلكترونية

مرات مشاهدة الصفحة في الشهر الماضي

السبت، 13 أغسطس 2011

ثقافات الشعوب تختلف باختلافها، -نزار النهري




نزار النهري

ثقافات الشعوب تختلف باختلافها، فالشعوب المتحضرة لها ثقافات منفتحة على عكس الشعوب... البدوية والزراعية فلها ثقافات منغلقة. وكلما تقدمت الشعوب اصبحت الهوة بين الثقافات واسعة.
بالنسبة للمجتمعات المتجانسة، فليس هناك مشكلة في مسألة الثقافة، فالخط البياني للثقافة يسير بصورة منتظمة ورائعة، ولكن المشكلة تكمن في وجود تجمعات منغلقة على نفسها داخل مجتمعات متفتحة!
هنا ستجد في المنطقة الواحدة اكثر من ثقافة. سبب هذا طبعا هو التسامح الذي تتمتع به بعض الدول والذي تتوغل جذوره للحقوق الاساسية للانسان من حقه في التجمع والعيش بالطريقة التي يريدها.
ففي ملفات حقوق الانسان لا توجد معايير للثقافة، فهم ينظرون لجميع الثقافات بعين واحدة، وهذا من وجهة نظري خلل فادح، فانا لا ارى وجود ثقافات متعددة بل ثقافات متطورة وثقافات اقل تطورا وثقافات متخلفة.
ورغم ان هذا يعطينا بالنتيجة الاختلاف ولكن .. الاختلاف المدمر، وهذا ما بدأنا نلمس نتائجه في اوربا خلال السنوات الاخيرة بوجود اعداد كبيرة من المهاجرين من اصول آسيوية واسلامية وافريقية وغيرها، وليست الاحداث الاخيرة التي شهدتها لندن ببعيدة عن هذا.
الاحداث بدأت شرارتها عندما قتلت الشرطة احد الاشخاص في مدينة توتنام شمال لندن، وتسارعت الاحداث من تظاهرات سلمية الى اعمال عنف وحرق ممتلكات الغير والسطو على المحال التجارية.
وهنا تعالت اصوات الحاقدين الجهلة ممن يسكنون خلف اسوار الحضارة في قاع التاريخ والجغرافيا .. جاءت اصواتهم القبيحة لترمي الشعوب الغربية بما ليس فيها. فلقد تصوروا عن غباء او جهل ان من يقوم بهذه الاعمال الاجرامية هي شعوب اوربا التي تربت على القيم العلمانية الرائعة، ليجدوا مادة دسمة يلوثون بها افكار البعض.
"بحسب باحثين في جامعة كولج لندن، تعد مدينة توتنام من اكثر المناطق في بريطانيا تنوعا عرقيا ـ ومن الممكن في كل اوربا الغربية. ويعيش فيها 113 مجموعة عرقية. وعملية دمج سكان هارنجي الذين يتكلمون 193 لغة يعد من المشاكل الكبرى للحكومة المركزية" (1)

مدينة صغيرة تسكنها 113 مجموعة عرقية تتكلم 193 لغة هل يمكن لاحد ان يتصور هذه المهزلة؟!
مشكلة من هذه؟
ما سر تمسك هذه المجاميع العرقية بلغات وثقافات البلدان التي جاءوا منها رغم ان بعضهم لم يولد الا على ارض اوربا؟
الجواب واضح جدا هنا وهو ان التخلف لا ياتي الا من الاهل. الاهل هم من ينقل هذه المخلفات الثقافية الى ابنائهم وهذه هي نقطة الضعف التي لا تستطيع اي حكومة اوربية معالجتها لان معالجتها ستصطدم بالاعلان العالمي لحقوق الانسان(2) وبالضبط الفقرة الثالثة من المادة السادسة والعشرين والتي تنص " للآباء الحق الأول في اختيار نوع تربية أولادهم".
ولا يهم هنا نوع التربية سواء كانت تربية بناءة او تربية هدامة كتلك التربية التي يتلقاها هؤلاء المجرمون هناك.
لا يجب ان تكون حقوق الانسان سببا في هدم الحضارة. طز بتلك الحقوق التي لا تميز بين التخلف والتقدم بين الحضارة والبداوة. انها حقوق عمياء يجب مراجعنها لتستمر الحياة بهذا الجمال الذي نعيش عليه الان.

نزار النهري

ليست هناك تعليقات: