رؤيتك الفنية والتقنية في انجاز عمل بورتريت بالكاميرا ذات الفلم او الكاميرا الرقمية...
ايهما اقرب اليك كفنان فوتوغرافي....؟
..........كانت خطوتي الأولى هي الصدفة ، كما كان اكتشاف الفوتوغراف هو محظ صدفة ، أو كما يسمى حاليا بالتصوير الضوئي (فوتوغراف ) وكنت ولزمن طويل قبل سيطرة الكاميرة الرقمية (الديجيتال) امارس هوايتي وحرفتي ، من خلال الكاميرة (المني ويل) ذات الفلم (النكتف) والتي تعتمد التصوير الضوئي ،لانها بالأساس تتمركز على القدرة والكفاءة والوعي والذائقة الفنية لدى المصور الفنان الذي يتعامل مع الصورة كفن متجاوز الحرفية التجارية 0لان الحرفية التجارية تؤدي بالمصور الى مرحلة منقطعة من الانجاز التي قد تفقده الابداع والتميز0 ولكي أنصف الإجابة عن السؤال و بأختصار.
فمقارنة بسيطة بين الكاميرة ذات الفيلم والتي تعمل وفق منظور التصوير الضوئي ، وهو المعتاد وفق نظريتنا السابقة0 والكاميرات التي تعمل بالتقنية الرقمية ،ومقارنتها في مجال فن (البورتريت) فأن الاكسسوارات الصناعية وبرمجيات الكومبيوتر يطغي كثيرا على سلبيات وأخطاء التقاط اللحظة الفوتوغرافية الحرفية والفنية ، لأنشغال العديد منا في بهرجة الألوان وتزويقها وتسويقها للمتلقي الذي لا تعنيه كثيرا القيمة الفنية ، والتي كان عليه أن يدركها لذا يجب ان تكون ذائقته متمرسة وواعية لمعنى وقيمة ما ينجزه الفنان وهوخلف عين الكاميرا0
لذا اجد من تجربتي في كلا النوعين من الكاميرات وحدسي الفني ، إن التصوير في الكاميرا الفلمية (المني ويل) ترسم رؤيا ومساحة فنيةً واسعة وخالصة في انجاز العمل الفني أكثر مما توفره لي الكاميرا الرقمية من ناحية فنية حرفية ، لكن الكاميرا الرقمية تنجز مشاريعي بوقت اقل وجهد بسيط ، وبذا تلبي الحاجة السريعة لإنجاز الصورة 0
وفيما يخص تصوير(البورتريت) الذي يحتاج إلى قدرة حرفية ومهارة ورؤيا فنية ناضجة تختلف عن التصوير التوثيقي للموضوعات الأخرى 0
حيث التعامل مع (البورتريت الفني) يتطلب حرفية واعية لكيفية التعامل مع تصميم الوجه لأختيار الزاوية المطلوبة والمفروضة مع زوايا مساقط الضوء التي يجب أن تخدم تفاصيل الشكل (الوجه) بما ينسجم ويخدم الشخصية المصورة ، واقتناص اللحظة المناسبة المرتسمة على الوجه والتي تخدم صفة الشخصية من اجل ان تكون الصورة تحمل شيء من السمة العامة للشخص المطلوب تصويره 0
وخلاصة ذلك ووفقا لتجربتي وآراء البعض من فناني الفوتوغراف والتشكيل والمتذوقين لهذا الفن ، نجد إن صورة البورتريت في كاميرات المني ويل التي تعتمد على (النكتف) هي أكثر حرفية وكفاءة وموضوعية وقيمة فنية فوتغرافية ذات ملمس حسي أصيل يعكس إمكانية وخبرة وكفاءة وذائقة فنية عالية للمصور الفنان دون التهرب من مواجهة ذلك والأحتماء بظل الديجيتال أو اللهاث وراء خداع التزويقية والبهرجة الصناعية ، وهذا لا يعني إننـا نقف ضد التطور التكنلوجي وحداثة الصناعات ، بل اعترض على المدعين زيفا والمتبجحين ليس بإمكانياتهم الحرفية الفنية بل يلوذون ويتخفون بأمكانيات الألة والألة صنع الإنسان فعلى الإنسان أن يتحكم بها ولا تتحكم به ويجب علينا أن نتعامل مع المنجز التكنولوجي لما فيه خدمة الحياة وتطويرها وان لا نبقى اسارى للمنجز ، أي بمعنى آخر أن تكون التكنولوجيا عونناً لنا وتصاحبنا اينما نحل ، لأن عقل الفنان هو اكبر منجز تكنولوجيا للطبيعة .
فطوبى لكل مبدع حقيقي بلا تزويق وبهرجة مصنعة .
الصور التي على اليمين مصورة بكاميرا ذات الفلم السالب
والصور على اليسار بكاميرا ديجيتال