بحث هذه المدونة الإلكترونية

مرات مشاهدة الصفحة في الشهر الماضي

الجمعة، 23 أغسطس 2019

عرض كتاب حواريات مع المتنبي : حامد كعيد الجبوري



عرض كتاب حواريات مع المتنبي  :
                                                    حامد كعيد الجبوري
       صدر عن دار الفرات للثقافة والإعلام في الحلة كتاب حواريات مع المتنبي لمؤلفه د. عدنان عبد الكريم الظاهر السريراتي، يقع الكتاب ب284 صفحة من الحجم الكبير، قدم للكتاب الشاعر جبار الكواز، ( تداخل الرؤى وانكشاف الواقع سرديا)، يقول الكواز في مقدمته (( تشكل ظاهرة الدكتور (الظاهر) مؤشرا مميزا من خلال الإطلاع على منجزه الإبداعي والبحثي واتجاهات هذا المنجز، بشقيه العلمي والأدبي، فهو عالم في مجال تخصصه وأديب لامع، شكلت آراؤه وبحوثه في هذا المجال مفتتحا للتأويل لأنه أولا يتيح دراسة مجالات رحبة لإقامة رابطة تأويلية في علاقة المنجز العلمي بالمنجز الأدبي، وهو الذي عرف بقوة حافظته، وعمق ذاكرته، ودقة تشخيصاته منذ أيام صباه إلى ما شاء الله له من طول العمر بإذنه تعالى)) ، وتحدثت د. سناء الشعلان عن الدكتور الظاهر بتقريظها لكتاب الظاهر الحواريات ( الحقيقة هو ليس أبا لي فحسب، وليس شاعرا لا أكثر، وكذلك لا يمكن اختزاله في توصيف ينحصر في كاتب أو ناقد أو أستاذ جامعي، أو منظر سياسي، أو مرب أو كائن جمالي يقتات النبل والمحبة والخير والسلام، هو كل ذلك وخليط منه هو باختصار ) .

قسم الدكتور الظاهر كتابه لجزأين ، الأول جدل على ضفاف دجلة والفرات، الجزء الثاني المتنبي في ميونخ، وكلا الجزأين يحاور الكاتب شاعرنا المتنبي بحوارات أدبية مرتكزا على دراسته النقدية لشعر وحياة المتنبي، مستحضرا حوادث ومواقف وأماكن مر بها الشاعر المتنبي شاغل الناس ومالئ الدنيا أو العكس مالئ الدنيا وشاغل الناس ، وهذا لا يتأتى إلا من خلال دراسة واعية لشعر المتنبي وتحليله واستخلاص الرؤية النقدية ، ودراسة واسعة لما كتب عنه عراقيا وعربيا وآراء للمستشرقين، والجميل في حواريات الظاهر مع المتنبي مقارنة ومقاربة شعر المتنبي بمن سبقه من شعراء العرب ، وبشعراء من جيله ، ولشعراء جاءوا بعده ، الجواهري، شوقي، السياب، البياتي، ادونيس، نزار قباني وغيرهم، وفي الكتاب إشارات تاريخية عاشها المتنبي في بلاط الحمداني أو الاخشيدي كافور، الجميل بكتاب الظاهر انه يعكس واقعنا المعاصر على أحداث وشعر قاله المتنبي ( (أكلما اغتال عبد السوء سيده / أو خانه فله في مصر تمهيد) ، سألته بالله عليك أبا الطيب من قصدت بهذا البيت؟، قال والله ما قصدت إلا السيد محمد أنور السادات)).
       في حواريات الظاهر مع شاعره الأحب المتنبي يحاوره ويخبره عن شخوص وأماكن عاشها الظاهر أو عاشها المتنبي، قال للمتنبي ( لذا وصفوك بعد موتك بأنك مالئ الدنيا وشاغل الناس، قال تقصد بعد رحيلي أو غيابي، فأني لم أمت وسوف لن أموت، ولست بحاجة إلى أهرامات فرعونية تقيني من الحر والبرد والمطر، وتكف عني لصوص أقنعة الذهب، أنا لست مومياء محنطة، أنا الحي الدائم، أنا الحق وأنا المتنبي وكفى)، وأجد هنا أن الدكتور الظاهر أعطى رأيه الشخصي المستخلص من دراساته لشعر وحياة المتنبي وتأثير تلك الحياة بقناعة الدكتور الظاهر ، ويحدثه مثلا عن شخصية غرائبية في الحلة مركز محافظة بابل، شخصية عرفها أبناء الحلة ( محمد الهبش) صياد الأفاعي ومفترسها ، يحدثه عن المطرب الحلي المعروف سعدي الحلي، ويسيح مع المتنبي مع مغنين فلكلوريين، وقراء مقام.
      في كتاب الظاهر تجسيد للرؤى السريالية حيث يذهب بالمتنبي إلى ما فوق الواقع والمتخيل اللاشعوري ، ويحاول الدكتور الظاهر أن يتقمص شخص المتنبي تارة، ويجعل من المتنبي عدنان الظاهر الذي هاجر أو هجر من عراقه فترة انقضاض الطاغية المقبور صدام حسين على قوى اليسار الوطنية تارة أخرى ، ويجعل من المتنبي مدرسا في ليبيا، بل ولاجئا في معسكر رفحا السعودي ، الغريب ان الدكتور الظاهر لم يذكر الطاغية المقبور صدام حسين ولم يسمه إلا مرة واحدة وبشكل عرضي ليس أكثر ، وتارة أخرى يحاكيه، وتارة أخرى يجعله شخصا ثالثا بينهما.
     في ألمانيا وفي بريطانيا وهولندا التي زارها الدكتور الظاهر يصحب خياليا الشاعر المتنبي العظيم معه، يدخلان سوية للمكتبات العامة ويلتقيان بمديري تلك المكتبات ويتحاوران معهم، ويدخلان المقاهي والمتاحف والمتنزهات والبحيرات، وما يدور بخلد الدكتور الظاهر ينقله على لسان المتنبي، مؤيد، ومعارض، ومنتقد، وموجه، ومستنكر .

    في الكتاب الكثير من المفاجئات التي لا أريد أن أفسد متعة القارئ بذلك الكتاب التوثيقي السياحي ، الثقافي  المهم كما أرى.

ببلوغرافيا  :
عدنان عبد الكريم الظاهر السريراتي
دكتوراه كيمياء وبروفسور مشارك.
ولد في مدينة الحلة / بابل / ١٩٣٥م.
يقيم حاليا في ميونيخ.
تخرج في دار المعلمين العالية جامعة بغداد ١٩٤٨م وحصل على شهادة الدكتوراه في الكيمياء جامعة موسكو ( متمتعا بإحدى زمالات الوكالة الدولية للطاقة الذرية) سنة ١٩٦٨م.
له أبحاث في حقل كيمياء التحولات النووية جامعة كاليفورنيا الولايات المتحدة الأمريكية.
أكاديمي زائر في قسم الكيمياء جامعة ويلز البريطانية.
باحث علمي مشارك جامعة شفيلد البريطانية
عمل في التعليم الثانوي العراق بابل ١٩٥٨-١٩٦٢.
عمل بجامعة بغداد مدرسا للكيمياء.
أستاذ مشرف لطلبة الدراسات الأولية والعليا وعضو لجنة الدراسات العليا قسم الكيمياء ١٩٧٠-١٩٧٨
صدر له :
ديوان شعر ( إحساس يصيب الهدف) ١٩٦٠.
ديوان شعر باللغة الإنجليزية لندن ١٩٩٨
ديوان ( رمل وبحر) دمشق ٢٠٠٠
كتاب في الشعر باللغة العربية والإنجليزية والألمانية ٢٠٠٠ميونخ.
كتاب (نقد وشعر وقص) ٢٠٠٠ القاهرة
دراسات عن المتنبي والمعري والجواهري والسياب وغيرهم نشرت في صحيفة الزمان التي تصدر في لندن.
كتاب ( العرب وكيمياء الذهب) دار نشر ألمانية

عرض كتاب : (على الجسر العتيق) حامد كعيد الجبوري




عرض كتاب :
(على الجسر العتيق)
حامد كعيد الجبوري
         صدر عن دار ( ماشكي ) للطباعة والنشر والتوزيع / العراق / الموصل كتاب ( على الجسر العتيق) للشاعرة والأديبة السورية ( ليندا إبراهيم)، ويقع الكتاب ب 82 صفحة من الحجم المتوسط وبغلاف جميل صممه الفنان ( محمود بهجت)، يحتوي الكتاب على 12 قصة مستوحاة من الواقع السوري الذي عاشته الكاتبة. قدمت دار ماشكي الناشر للكتاب، (( يتأثث الكتاب السردي على الجسر العتيق) للشاعرة ليندا إبراهيم بالذاكرة والحزن والحنين في لغة شعرية تسعى إليه الجمالي والمعرفي بفاعلية مؤثرة تمنح التكوينات النصية ودلالات أكثر خصوبة في تجسيد الصراع بين ال ( أنا) وال( آخر) عبر الكشف عن المخفي والمستور والمحجوب، تقدم ليندا إبراهيم سردها الذاكراني أحداثاً وشخوصاً يشرقون بالدمع الفائض، ويطلقون العنان لاسترجاعاتهم التي تغادر الحاضر، لتضج بفضاء يمتد من الطفولة وحتى الراهن) ).
       تعترف الكاتبة والشاعرة ليندا في تمهيدها لسردها (على الجسر العتيق) ظهور هذا النوع من الكتابة الأدبية لديها، ( عندما بدأت بكتابة مقالات لزاوية الشؤون الثقافية في إحدى أهم وأعرق الصحف السورية وهي صحيفة الثورة السورية)، وتأتى اهتمامها هذا، ( مع أزمات أوطاننا المتتالية المتعمقة جيلاً إثر جيل، ومع ما شهدناه من تداعيات شردت وفتت وقهرت وهجرت إنساننا وأخانا في الوطن، بات لزاماً على قلم كل كاتب وطني شريف غيور أن يوثق ويكتب ويعالج ويعاين كل ما يمر به وطنه) .
      زارت الشاعرة ليندا إبراهيم العراق مرات متتالية، المربد، بغداد لحصولها على تكريم من وزارة الثقافة العراقية لفوزها بجائزة (نازك الملائكة)  2014، ودعيت للموصل الحدباء للمشاركة بمهرجان أبي تمام بنسخته الأخيرة لعام 2018 م، وهناك وهي تعبر الجسر للذهاب لجامع النوري، ومنارته الحدباء هالها ما شاهدته من خراب لم يطل أي مدينة بالدنيا، كما في الموصل فكانت قصتها التي أخذت اسم الكتاب ( على الجسر العتيق)، وترى الكاتبة ليندا إبراهيم أن العراق، ( نسخة طبق الأصل عن بلدي سورية، الإنسان والتاريخ والحضارة والأرض ورائحة الأرض عطر هذه الأرض، طيبة الإنسان فيه، إبداعه تفوقه واقعه المعيش وهمومه، حتى وجع النخيل عانقه ألم ياسمين بلدي الشام ، رأيت أوغاريت تحاكي سومر وبابل، الجزيرة السورية امتداد لخصب الرافدين، وحلب تناجي الموصل، تماما كما بغداد تضارع دمشق هوىً ومجداً وتاريخاً وأحداثاً)، وترى الكاتبة ليندا كما يرى العقلاء أن الشعر والثقافة والجمال من يقهر الجغرافيا والفلوات الشاسعات، حيث لا حدود ولا حواجز مفتعلة، ( بل كان ما يؤرق "ابن الكوفة"، "المتنبي" فتاةٌ في حلب، وما يؤرق "فتى حمدان" تحرير ثغوره من الروم، فإذا الهم نفسه والأرق نفسه لأن المصير واحد).
         بديهي أن الشاعر حين يسلك القص والسرد والرواية يختلف عن القاص والسارد والراوي الذي ابتدع لنفسه ذلك النمط الثقافي المعرفي ، هذا الاختلاف بطريقة الصياغة لمنجزه الإبداعي الجديد، نلاحظ تقارب ومقاربة الجمل والمقاطع بلغة تكاد تكون مدوزنة عروضياً، وكأن الشاعر القاص يكتب سرده منطلقاً من خلفيته الشعرية، برقتها، وتركيز معانيها، وسبك مفرداتها ، ليشد القارئ دون أن يفقد وحدة الموضوع الذي يكتب فيه.
            12 عنوان سردي يمكن أن نعده مشاهدات عاشتها الكاتبة، ويمكن أن تتقمص في الكثير منها شخصية ما من شخوص القص، وربما تأخذنا الكاتبة ونلج معها سوية لأقاصي الذات المشبعة بحب الناس والوطن الياسميني الدمشقي، ونقرأ في (( أيلول دمشقي)، ( تقول له على شرفة مطلة من قاسيون، حيث دمشق مضاءة بقلوب عشاقها، ونور أوليائها، وشغف نسائها الحسناوات، فيضحك ممازحاً: وبفساتينهن الملونة كعواطفهن، كليل دمشق هذا..) ).
        تتمنى الكاتبة ليندا إبراهيم أن تزال الحدود المفتعلة مصلحياً، والتي رسمتها الأطماع التوسعية المشرذمة لأمة ابتليت بطواغيتها من ساسة جوف ،  وتلتقي بحبيب عمرها ، ( هناك حيث جلسنا على ضفة الشوق، حيث الحديقة، بمقاعد عشاقها، تضيف لحلمنا حلما آخر ببيت جميل يطل على دجلة لا مكان فيه إلا للورود الجورية الحمراء، والياسمين الشامي...).
         لا أريد أن أطيل بعرضي لكتاب (ليندا إبراهيم) لكي لا يفقد لذة القراءة لمن يحصل على كتابها ( على الجسر العتيق).
ببليوغرافيا :
 ليندا سلمان إبراهيم
مواليد دمشق
الشهادة / مهندسة
 العمل : وزارة الثقافة السورية
 عضو اتحاد الكتاب العرب - جمعية الشعر
عضو نقابة المهندسين السوريين
 شاعرة وأديبة مشاركة في العديد من المهرجانات الأدبية والفعاليات الثقافية على مستوى سورية والدول العربية
صدر لها :
 لدمشق هذا الياسمين شعر / 2013 م
 فصول الحب والوحشة شعر / 2013 م
لحضرة الرسولة شعر /2016 م
 أنا امرأة الأرض شعر /2016 م
 لسيدة الضوء شعر / 2018 م
منمنمات دمشقية شعر / 2019 م