بحث هذه المدونة الإلكترونية

مرات مشاهدة الصفحة في الشهر الماضي

الاثنين، 8 يناير 2018

تمارين للتطعيم ضد سموم الإعلام 1- لقاح "المصدر المجهول"-صائب خليل


تمارين للتطعيم ضد سموم الإعلام 1- لقاح "المصدر المجهول"
صائب خليل
7 ك2 2018
عندما يقرر المرء أن يكون "محارباً" من أجل ما يحب ومن يحب، ويأمل بـ "معركة جيدة" كما تمنينا لهذه السنة ان تكون، فيجب ان يحاول امتلاك ادوات النصر في معاركه، والأداة الاهم في هذا هي وضوح الرؤية في الميدان! لأن العدو سيبذل كل جهده للتمويه والتشويش، وسلاح العدو الأشد فتكا من اجل تحقيق هذا الهدف هو "الإعلام"، والذي يمتلك فيه سلطة شبه مطلقة في فضائنا. الإعلام في بلادنا أسلحة تدمير شامل في ايدي اعدائنا لا يشبهها شيء اكثر من غازات الهلوسة.
في الجيش، عندما يتعرضون لهجوم بالأسلحة الكيمياوية، فإنهم يلبسون الأقنعة ويأخذون اللقاحات المضادة. ونحن لا نبالغ حين نقول إننا نعيش في جو إعلامي مسموم بما تبثه وسائل اعلامنا المعادية لنا من غازات تدمير شامل! لذلك فعلينا ان نلبس "الشك" قناعاً  للوقاية وأن نأخذ اللقاحات المضادة استعداداً، وهذه المقالة الأولى لنفعل ذلك.

أهم وسائل التشويش هو الكذب الإخباري. لكن من اجل التخلص من المسؤولية، يفضل الاعلاميون استعماله مع عدم الإشارة إلى مصدر الأخبار، بل الاكتفاء بالادعاء ان "مصدراً" زودهم بها وانه "امتنع عن ذكر اسمه"! ويمكن عندها للصحفي المأجور ان يكتب كل ما يريد دون قلق. لذلك فإن ملاحظة افتقاد "مصدر الخبر"، علامة أساسية من علامات كذب الخبر. هذا لايعني ان خبر المصدر المجهول، كاذب بالضرورة، انما يعني أن لا احد يقبل ان يتحمل مسؤوليته. أي انه "سالوفة" مثل السوالف التي يتداولها الناس في جلساتهم لا اكثر، ولذا فلا قيمة له.
لكن نقص الثقافة العامة والاستقطاب الاجتماعي، أتاح لهذه الأداة البسيطة نجاحاً باهراً. وقد كتبت قبل عشر سنوات مقالتين لشرح هذه الحقيقة تحت عنوان "إعلام العراق مغرق باخبار المصدر المجهول" و "الأخبار في الإعلام العراقي: -المصدر الموثوق- لايستحق الثقة".

لنتعرف على هذا النوع من الاخبار يجب ان ننتبه أن "المصدر المجهول" يأخذ اسماءاً مختلفة. فهو "مصدر موثوق" في خبر ما، و "مصدر رفض ذكر اسمه" في آخر. وقد يتم وصفه لزيادة التأثير مثل "مصدر وثيق الصلة بالسفارة الأمريكية" أو "مقرب من العبادي" او "سياسي سني بارزأو "نائب برلماني كردي" أو "عضو في الهيئة العليا للانتخابات"، أو بشكل جمع مثل "مسؤولون في حزب الدعوة" أو "شهود عيان"، أو "خبراء اقتصاديون"، او " وذكر بعض الزوار ان...".
كذلك يمكن إضافة أسماء عشوائية غير معروفة: "وأكد ياسين علي (32 عاماً)، من أهالي إحدى القرى القريبة".. أو عبارات أكثر تخفياً مثل" اكدت دراسة ان"... او "توصل باحثون الى" ... او "حسب احصائية.."..الخ. الفكرة هي ان تطرح السؤال على نفسك: هل تستطيع ان تحدد شخصاً محدداً أو جهة محددة مسؤولة عن الخبر وتضمن صحته؟
كذلك كثيرا ما يمزج الخبر المخترع مع معلومات صحيحة وموثقة ليوحي بأنه جزء منها، وهنا يجب الانتباه الى أن صحة جزء لا تعني بالضرورة صحة الجزء الآخر. لكن هذا يتطلب انتباها وتمرينا، فغالباُ نكون قد نسينا في غمرة التفاصيل ان كان المصدر قد تم تعريفه ام لا.

مثلا، نشرت “الحياة” (21/10/07) خبراً هكذا : "نقلت مصادر مقربة من مكتب المرجع الديني في النجف آية الله علي السيستاني أن الأخير سأل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عند زيارته له في النجف مطلع الشهر، عن إمكان إعادة النظر بحكم الإعدام الصادر بحق وزير الدفاع العراقي السابق سلطان هاشم في قضية الأنفال، عن طريق ايجاد المخارج القانونية للموضوع."
استمر الخبر بأن السيستاني بين ان سلطان هاشم "ليس شخصية سياسية، وإنما شخصية مهنية، ويمثل موقعاً متميزاً لدى طائفة أساسية ... أن جهود المصالحة الوطنية التي تتبناها الحكومة العراقية تستدعي مبادرات تحمل روح التسامح، " الخ، ثم طلب من المالكي "إيجاد مخارج تحول دون إعدام سلطان"!

قد لا ننتبه أن "ايجاد مخارج" هي عبارة احتيالية لاتناسب اسلوب السيستاني! وقد لا ننتبه ايضاً الى ان الخبر من "مصادر مقربة" أو أن التفاصيل التالية قد تنسينا هذا حتى ان انتبهنا له، وتجبر عقلنا على تقبل الخبر ولو جزئياً. وبما ان الخبر نشر في عشرات ان لم يكن مئات المواقع والصحف فمن المتوقع ان يكون عدد كبير من الناس قد قرأه أكثر من مرة، واقتنع به كحقيقة كاملة.
المهم هنا أن لا نكتفي بـ "منطقية" الخبر أو معقوليته، بل نتساءل: هل حصل مثل هذا الكلام ام لم يحصل؟ فمثل الخبر أعلاه سوف يستهوي الكثيرين بلا شك، ورغم ذلك فهو مزور! وبالفعل تم نفي الخبر من قبل الشيخ عبد المهدي الكربلائي.

وفي مرة أخرى نشر ائتلاف متحدون تكذيباً لخبر في "المسلة" تضمن تقديم ائتلاف متحدون طلبا الى السيد خضير الخزاعي نائب رئيس الجمهورية لتأجيل الجلسة البرلمانية الاولى ، دون ان يسند الخبر الى شخصية محددة .. وأكد أنه "عار عن الصحة جملة وتفصيلا".

لكن التكذيبات قلما تأتي، والبلد بلا حكومة تحاسب احداً، وليس للمواطن إلا أن يحدد لنفسه ما يصدقه وما لا يصدقه، وهذا ليس سهلاً. فعليه ان يبذل الجهد اللازم لملاحظة علامات الكذب، مثل المصدر المجهول، وكذلك مقاومة الميل الى التصديق إن كان الخبر يناسب ما يراه أو مخاوفه أو موقفه.


ولفشل الغالبية الساحقة في هذه المهمة الصعبة، بمقاومة التشويش المتقن الصنع، فقد نجح الإعلام في مهمته وأوصلنا إلى حال اشبه بالذهول. وقد كتبت محذراً من "مصير أرنب لا يميز الذئب من الخروف". وبالطبع يمكننا ان نحزر سوء هذا المصير، فهذه "الغابة" الشرسة، لا مكان فيها للمختلين في تقدير المعلومات الأساسية الضرورية لبقاءهم على قيد الحياة.

الإعلام يستغل حقيقة أننا نميل جميعا إلى تصديق ما يقال لنا، فهو يطمئننا بأننا "نرى" عالمنا ونفهمه، خاصة إن كان ما يقال يناسب الصورة المسبقة التي لدينا عن العالم. فكيف نعرف إن كان الخبر غير المنسوب لمصدر، كاذباً أم صادقاً؟ بالنسبة للكاتب من الطبيعي ان تكون لمصداقية الخبر أهمية اكبر، لأن الخبر المزيف يسبب إحراجا كبيراً إن اعتمد عليه في الكتابة. لذلك قررت من ناحيتي ان اعتبر أي خبر بمصدر مجهول هو خبر كاذب، وأن أي خبر لا يكون له من يتحمل مسؤوليته، خبر لا يستحق الاهتمام ولا يجب استخدامه. أعتبرت أن أي خبر من هذا النوع، هو مجرد "سالوفة"، وعاهدت نفسي، ليس فقط ان لا اصدق مثل هذا الخبر، بل أن لا أكمل قراءته، واتوقف عند كلمة "مصدر" (أو "اخواتها")! كذلك فأني اسجل ملاحظة سلبية في ذاكرتي، على وسيلة الاعلام التي تؤلف أو حتى تنقل مثل هذا الخبر. فهذا يحميني من التأثر الجزئي به في اللاوعي. فمقاومة هذا الميل للتصديق ليست قضية عقلانية فقط وإنما عاطفية أيضا، وتحتاج إلى تمرين للتعود عليها.

لذلك فكرت بوضع الأمثلة التالية كـ "لقاحات" ضد سموم الاخبار الكاذبة من نوع "المصدر المجهول". ما اقترحه هو فتح الروابط، وقراءة عدد منها للتعود على سرعة اكتشاف علامات "المصدر المجهول" بأسمائه المختلفة.
بعد ذلك اقترح على القارئ الكريم ان يجرب ببضعة امثلة، الحسم على طريقتي باعتبار أي خبر بلا مصدر محدد، "سالوفة" كاذبة، والتوقف عن القراءة فور اكتشافه ومقاومة الفضول لمعرفة ما يريد صاحبه ان يقول والامتناع عن اكمال قراءة الخبر، راجيا لكم وقتا جميلا:


عالية نصيف تجري عملية تجميل في لبنان كلفتها (30.000 $) الف دولار !

مصادر سياسية عراقية تكشف خفايا جديدة عن النفوذ الإيراني

مصدر في مكتبه: العبادي يعد لاصلاح اقتصادي بالتزامن مع اشرافه على العمليات الامنية

طيران التحالف الدولي يقتل 13 عنصرًا من تنظيم داعش غرب الرمادي

طيران التحالف الدولي يقتل 150 عنصرا من داعش الارهابي

ماذا قال السيستاني عن المالكي امام ضيوفه؟ | عواجل برس

مصدر مقرب يعرب عن استغرابه من التصريحات المنسوبة لوزير الخارجية الامريكي

قوة من "حشد شمر" تعتدي على قوة من الشرطة شرق تكريت وتصادر أسلحتهم

 كلفتها ثمانون مليون دينار تفاصيل عملية زوجة سامي العسكري" تبييض وتصغير"!! - الكاشف

- تسريبات امريكية:عراق ما بعد داعش اقاليم بصلاحيات شبه مطلقة

العريفي يحرض على قتل الشيعة ويصدر فتاوى لداعش تبيح قتل العيساوي وابو ريشة والسليمان

اعتقال شخص بحوزته 511 بطاقة الكترونية جنوب الموصل

مصدر امني: جميع السيارت التي انفجرت في بغداد تحمل لوحات "اربيل"

مقتل واصابة 15 عنصراً من البيشمركة بهجوم لـ"داعش"

مصادر دبلوماسية أوروبية: لا يمكن أن نترك بغداد تسقط بأيدي «داعش»
مسؤول إيراني: إيران منفتحة على خيار التعاون مع واشنطن بشأن العراق

داعش يحكم سيطرته على تلعفر وانسحاب "ابو الوليد" الى سنجار
(ابو الوليد ينفي سيطرة "داعش" على تلعفر
عطا ينفي سقوط تلعفر ولجوء ابو الوليد الى اقليم كردستان

مصدر إيراني: المالكي يوافق على التطبيق الفوري للمادة 140وضم كافة المناطق الكوردستانية للإقليم

التحالف الوطني بدأ بالبحث عن مرشح بديل عن المالكي لرئاسة الحكومة المقبلة

قائد فيلق القدس الإيراني "قاسم سليماني" يهدد السعودية وقطر بضربات صاروخية

بارزاني غدا في تركيا لاستلام أموال بيع النفط

عاجل..انباء عن اصابة قائد الفرقة الذهبية [فاضل برواري] بنيران قناص وسط الرمادي ونقله الى كردستان

مصدر: تضارب الأنباء بشأن قائد الفرقة الذهبية اللواء فاضل برواري |

"قرص استدلال" يؤدي بـ 12 قياديا بعثيا بقصف جوي جنوب الموصل,

العربي الجديد - طائرة الأسلحة الروسية في بغداد:شبهة على مقرب من المالكي

مواجهة ساخنة للعبادي ضد الفساد .. ملاحقة العامري لاستحواذه على 4 مليارات دولار!