بحث هذه المدونة الإلكترونية

مرات مشاهدة الصفحة في الشهر الماضي

الخميس، 1 يناير 2015

د. إحسان فتحي-أوقفوا هذا العمل









د. إحسان فتحي


     سمعت قبل فترة وجيزة و تبين صدقها حسب وكالات الأنباء و موقع العتبة ان العتبة قد شرعت بوضع مخططها لرفع القبة الشريفة سبعة أمتار و نصف..! و سبب ذلك و حسب الكادر الفني هو :( شرعت الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة بوضع المخطط النهائي لرفع قبة الامام الحسين عليه السلام وتوسعة الحرم الطاهر من خلال تضييق أقطار الأعمدة الداخلية له وفتح مساحات إضافية للطواف حول الشبّاك المقدس. وقال رئيس قسم المشاريع الاستراتيجية والاستثمارية في العتبة الحسينية المقدسة مناف فؤاد حسن بالنظر لما تشهده العتبة الحسينية المقدسة من توسعة للحائر الخارجي وتسقيفها له هذه الاعمال جعلت جسم العتبة المطهرة يتغير عن شكله الاصلي القديم بسبب التسقيف الحاصل وصعود بعض القبب الصغيرة وكثرة اجهزة التبريد ناهيك عن ارتفاع بعض البنايات في المدينة ما جعل القبة الشريفة غير ظاهرة للعيان خاصة من المسافات البعيدة، هذا الامر استدعى الى تخطيط جديد للقبة من اجل زيادة ارتفاعها لمالها من تأثيرات بصرية وروحانية مهمة لمحبي الامام الحسين عليه السلام.) .- الرجاء من جميع المهتمين و المختصين ان يرفعوا اصواتهم للاعتراض على هذا العمل و القيام بواجبهم اتجاه قدسية المكان.‎ لمحبي الامام الحسين عليه السلام.) . - الرجاء من جميع المهتمين و المختصين ان يرفعوا اصواتهم للاعتراض على هذا العمل و القيام بواجبهم اتجاه قدسية المكان.

الالكوبوندية...هي ايبولا العمارة في العراق- احسان فتحي جمعية المعماريين العراقيين





الالكوبوندية...هي ايبولا العمارة في العراق




الزملاء المعماريون العراقيون والاصدقاء
تحيات وسلامات
نحن نحمد ونثمن جهود وزارة الصحة العراقية على نجاحها ( حتى كتابة هذه السطور) في التصدي لمرض الايبولا الفاتك وعدم السماح له بالتسلل الى الوطن.  ولكن الطامة الكبرى هي في فشل العديد من مؤسسات الدولة الاخرى مثل امانة العاصمة وبلديات العراق ووزارة الاسكان والاشغال والاوقاف بشتى طوائفها وغيرها، بالتصدي لفيروس (الالكوبوند) بكافة الوانه، وخاصة الاحمر منه والذي سجل أعلى عدد من الاصابات في المحافظات العراقية!
ولتوضيح خطورة هذه الاصابات المعمارية وددت ان اريكم مثالين من بين مئات الامثلة الكارثية وهي احد الجوامع في منطقة النخيب والثاني هوالمجمع الطبي في قضاء النعمانية، ومن الذي لايعلم منكم فانها المكان الذي قتل فيه الشاعر الخارق المتنبي.  ان الانتفاخات الزجاجية التي اصابت المأذن هي دليل قاطع على تأثير الفيروسات التصميمية وقد يكون المصمم قد اراد ايضا ان تستعمل كمرصد فلكي!  ان المعنى هنا في قلب المعماري ويبدو انه قد حصل على مباركة الجهات الوقفية الميمونة.








   أما مجمع النعمانية الأحمر فهو بالتأكيد يستحق الجائزة الأولى في نجاحه البين والباهربالتوصل الى اتعس مبنى طبي في الشرق الادنى بل حتى في العالم!  ان هذا المبنى يدل يشكل دامغ على تفشي هذا الفيروس الالكوبوندي الخطير على نطاق واسع من العراق اليوم ووصل الى مسافات قريبة جدا من العتبات المقدسة، وأصاب العديد من مباني الجامعة التكنولوجية، وبنك الرافدين، وعمارة الدفتردار، ومبنى الضمان الاجتماعي في الشورجة، ومئات من الإصابات الفتاكة خاصة في هبة الاعمار الحديث في اربيل والسليمانية وغيرها. ويبدو ان هناك بعض الدوائر الطليعية ، مثل الاثار والتراث ، وبالتنسيق مع مؤسسة عبعوب لقطع الحجار،  تفكر بأكساء المدرسة المستنصرية والقصر العباسي بالالكوبوند الاحمر والازرق ايمانا منها بأن ذلك سيحميها من عبث العابثين.
ولقد فرحت الاوساط المعمارية البريئة مؤخرا عندما صدر قرار من مجلس الوزراء السابق بمنع استخدام هذه المادة الفيروسية في ابنية بغداد. لكن على ما يبدو ان هذا القرار هو مجرد حبر على حجر!
ألله يسترنا من ما هو قادم من امراض فتاكة جديدة ارى بشائرها الان وهي تتفشى وتمرح بين اوساط طلبتنا الرقميين الجدد!
د.احسان فتحي
معماري ومخطط مدن
توضيح لغير المعماريين: الالكوبوند هي الواح ملونة من الالمنيوم!


احسان فتحي
جمعية المعماريين العراقيين




مجسمات جديدة-عادل كامل











الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

فنون «انفجار» أفضل فيلم يوناني في 2014-


فنون

«انفجار» أفضل فيلم يوناني في 2014



«سيدة يونانية شابة تكافح من أجل العيش، في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها بلادها، الأمر الذي يضعها على حافة الانفجار»، يشكل هذا التعبير اختصاراً لجملة الأحداث التي تدور حولها قصة الفيلم اليوناني «انفجار» (ABlast) للمخرج الشاب سيلاس تزوميركاس.

حيث صنف الفيلم بحسب النقاد على أنه أفضل فيلم يوناني هذا العام، لا سيما أنه تمكن من الاستحواذ على ثناء النقاد بعد عرضه الأول، ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان لوكارنو السينمائي الذي عقد في أغسطس الماضي.

المخرج سيلاس تزوميركاس، الذي ينتمي إلى جيل جديد من صناع السينما اليونانية، الذين يطرحون في أفلامهم الوضع الاجتماعي و السياسي في البلاد، قال في تعليق له على الفيلم: «إنها قصة امرأة تقرر تغيير حياتها جذرياً فتحارب كل الناس الذين تحبهم حتى عائلتها.. لماذا تفعل ذلك؟

لأنها تستيقظ في يوم من الأيام وفي خضم الأزمة الاقتصادية التي تشهدها اليونان فلا تتعرف على نفسها فتبحث عن طريقة تستعيد من خلالها احترامها لذاتها». وأضاف تزوميركاس: «الفيلم لا يستند إلى قصة حقيقية لشخص يعيش بيننا، ويمكن القول إنه نابع من تجارب جيل كامل، هذا الجيل الذي تضرر كثيراً جراء الأزمة المالية التي تعصف باليونان في السنوات الأخيرة».

النقاد أشادوا في قراءتهم للفيلم بأداء الممثلة اليونانية الشابة أنجيليكي بابولينا، وقالوا إنها أبدعت في تقمص دور البطلة ماريا، وهي المرأة التي تتحمل جميع أعباء عائلتها، ولكنها تنهار في نهاية الأمر فتدمر كل شيء حولها.

وحول هذه الممثلة قال تزوميركاس: «أنجيليكي بابولينا ممثلة رائعة، وبتقديري أنها الأفضل والأكثر روعة بين بنات جيلها من الممثلات، وشعرت أنها شجاعة جداً في كل شيء تفعله. وهذا أمر نادر، وشخصيتها مشابهة تماما لشخصية ماريا».
_______
*البيان

الأحد، 28 ديسمبر 2014

حكايات ولدي الشاطر- عادل كامل










حكايات ولدي الشاطر


عادل كامل

إشارة

     [ كتبت هذه القصص عندما كان (بطلها) صغيرا ً، في الخامسة من عمره، وهو ولدي سيف. ولم اكتبها إلا اثر رؤيتي له، ذات صباح ـ وقد صنع جنازة صغيرة، كي يدفن، في قبر صغير، عصفورا ً فشل في انتشاله من الموت. كانت الحرب في ذروتها، وكان ولدي، في مساء احد تلك الأيام، في حي (الضباط) بالقاهرة، نائما ً بمحاذاة النافذة الكبيرة المطلة على الشارع...ولكني، بدافع ما، ناديته، كي ينهض..وفي اللحظة تلك، حدث الانفجار الذي هشم زجاج تلك النافذة! ولقد نجا ولدي من الموت بأعجوبة...
     بعد سنوات قليلة، غادر ولدي عصره الذهبي، وغادر طفولته، فتوقفت عن كتابة هذه الحكايات! بانتظار سنوات لم تختلف، إلا في الشدة. فقد غدا العنف، وحرب الجميع ضد الجميع، بغياب الهواء والأمل، أن ذلك الصغير الذي مازال يرثي عصفورا ً شيّد له، في الحديقة، قبرا ً زينه بالورد والأغصان، إلا أن يجد حديقة ما، يحلم فيها الناس، تاركا لي... الفراغ الذي راح يزداد اتساعا ً، بالكلمات، والتجّلد المستحيل!
     هذه الحكايات، وحدها، مثال لحكايات لملاين آخرين من الأطفال الحالمين بعالم اقل قسوة، واقل جورا ً..
 2014




[1] غناء  








كان ينظر إلى الغيوم البيض، عندما سألني:
ـ سأغني .. بابا .. أتسمح لي بذلك ؟
سألته :
ـ لمنْ تُغني ؟
ـ لتلك الغيمة البيضاء ..
ـ لماذا ؟
أجاب بهدوء :
ـ في كل يوم ٍ، عندما تمرُ، تغني لي ..!

[2] نزهة



 



 ـ " هيا " وقال ولدي:
ـ " لنذهب إلى النهر "
فذهبنا معا ً. وجلسنا نتأمل الأمواج، وأشعة الشمس الذهبية.. أنا كنت اصطاد وهو ينظر إلى ماء النهر الجاري .. سألني:
ـ ماذا تفعل ؟
ـ أصطاد .
فقال بحزن :
ـ لا .. لا يا والدي .. دع أصدقائي يتنزهون في النهر!


   
[3] صداقة




كان يسقي شجرة صغيرة، خضراء، ويحدق فيها بحنان. سألته:
ـ لماذا تفعل ذلك ؟
ـ أريدها أن تكبر، لتصبح صديقتي!

[4] برد .. وجليد


لماذا يلوثون البرد ؟ تساءل ولدي، وهو يستمع إلى أخبار اعتداء جديد على أرضنا. لكني قلت له:
ـ إلا ترى ان الجليد يغطي ارض قريتنا ؟
ـ نعم .. ماذا تقصد ؟
ـ ان الجليد يحمي أرضنا من قذائف الأعداء.
لكنه تساءل، مرة ثانية:
ـ لماذا يلوثون الجليد ؟

[5] حب



 


كان ينظر إلى السماء الملبدة بالغيوم عندما سألته:
ـ أي شيء تحب : السماء أم الغيوم ؟
أجاب حالا ً :
ـ الغيوم !
ـ لماذا ؟
ـ لأنها تأتي بالمطر!

[6] ضجر





كنا نتنزه بمحاذاة النهر، عندما قفز إلى الماء، واختفى تحت الأمواج الزرق.. ثم عاد إلي ّ ومعه سمكة جميلة:
ـ أين كنت ؟
ـ في النهر!
ـ وماذا كنت تنفعل ؟
ـ ضجرت !
ـ وهذه السمكة ؟
ـ ضجرت من النهر !
ـ والآن ؟
     في تلك اللحظة رأيته يودع سمكته وهو يحدثها :
ـ عودي إلى وطنك .. فكل منا له وطنه الجميل!

[7 ] نجوم حزينة




كان ينظر إلى النجوم المتناثرة في سماء الشتاء، عندما سألني:
ـ بابا ..أرى النجوم حزينة ..!
ـ كيف عرفت ذلك ؟
ـ إنها متناثرة مثل جثث قتلى في ميدان الحرب ..!
     قلت له :
ـ لكنها تضيء السماء .. والأرض ..؟
     قال : من شدة حزنها تفعل ذلك ..!
[8] مستقبل







     بعد ان عدت متعبا ً من العمل، إلى البيت، كنت أحوّم فوق فضاء القرية حالما ً بغفوة بين بساتين النخيل .. لكن ولدي جعلني أفيق.. حدقت فيه طويلا ً .. ثم سألته :
ـ عندما تكبر.. هل ستصبح طيارا ً ..؟
  أجاب :
ـ كلا.
ـ هل تصبح بحارا ً ..؟
ـ كلا ً .
ـ ستكون مقاتلا.. ؟
ـ كلا .. كلا .. كلا .
     فسألته وأنا مازلت في الحلم:
ـ ماذا ستصبح إذا ً ؟
ـ شمسا ً تنير السماء والبحر والأرض !

[9] غناء


ـ يا والدي .. ماذا تفعل عندما تتعب ؟
ـ أرقد .
     بعد صمت قصير سألته:
ـ وأنت ماذا تفعل ؟
ـ قبل ان اتعب .. أغني للشهداء !

[10] سعادة




صحت مندهشا، وأنا انظر سعيدا ً إلى أشعة الشمس.. قائلا لولدي :
ـ الآن .. سأكتب قصيدة جميلة..
ـ لماذا ؟
ـ لأنني لم أرْ، منذ زمان، أشعة الشمس الذهبية تملأ القلب نشوة سعيدة ..
     فأجابني بهدوء:
ـ لكني يوميا ً أراها !


الخطأ يؤدي إلى خطأ أكبر!-د.إحسان فتحي/ معماري عراقي ومتخصص بالحفاظ على التراث




الخطأ يؤدي إلى خطأ أكبر!



      الزملاء المعماريون العراقيون والأصدقاء  تحيات وسلامات لم أستغرب أبدا عندما سمعت قبل أيام بأن الجهات المسؤولة عن الحضرة الحسينية الشريفة قد قررت وضع قبة جديدة فوق القبة القديمة. هذا بعد ان شعرت بخطأ ما عملته قبل سنوات قليلة بتسقيف الصحن التاريخي الكبير الذي كان يمثل الفضاء الأرحب في المدينة العتيقة التي كانت تتميز بأزقتها المتعرجة والضيقة، فكان هذا الصحن المفتوح يمثل المفاجأة الكبرى للزوار وصدمة حسية لا تنسى مفعمة بالمشاعر الجميلة والمؤثرة. كان هذا القرار الكارثي بالنسبة للتراث المعماري للعتبات المقدسة قد سبب في إخفاء شبه كامل ومحزن لهذه القبة الذهبية الرائعة والتي يرجع تاريخها إلى بدايات القرن التاسع عشر( بعد ان مرت بسلسلة طويلة من إعادة التعمير). أصبحت القبة لا ترى إلا من مسافات بعيدة جدا. ان هذا القرار الخطير كان قد اتخذ بكل بساطة من قبل عدد قليل من الأفراد غير المتخصصين ودون استشارة دائرة الآثار والتراث ونفذته شركة إيرانية. أتذكر انه في زيارة توثيقية لي لمدينة كربلاء قبل 3 سنوات، وبالتنسيق مع مكتب (ديوان) للأخ الصديق محمد الاعسم، كان قد سألني المهندس المسؤول عن الحضرة وتطويرها عن مشكلة اختفاء القبة الحسينية عن الأنظار وكيفية معالجتها؟ وكانت إجابتي بكل بساطة ان عليكم جديا التفكير بإزالة السقف الجديد ووضع (شمسيات كهربائي ) كتلك التي وضعت في صحن المجد النبوي الشريف في المدينة المنورة. لكن اقتراحي هذا لم يؤخذ به، لأنه كان سيمثل اعترافا واضحا بالخطأ الفادح المرتكب.  أما الآن فهم يفكرون ببناء قبة جديدة اكبر ترتفع بأكثر من القديمة بحوالي 8 أمتار (فوق القديمة الذي يبلغ ارتفاعها 27 مترا) ومن الحديد طبعا وليس الطابوق، إضافة إلى إنهم سيضطرون إلى هدم المئذنتين التاريخيتين واستبدالهما بأخريين جديدتين!ما هذا الذي يحصل؟  انه الكابوس بعينه.  هل يمكن ان يدمر تراثنا بهذا الشكل الساذج والجاهل والمتعمد؟  لقد سجلت احتجاجا شديد اللهجة ضد ما عمله المسؤولين عن إعادة بناء قبة الإمامين العسكريين في سامراء وبالتعاون مع منظمة (اليونسكو- العراق) المهادنة، عندما علمت بان القبة الجديدة ستكون من هيكل حديدي!  كانت هذه القبة التاريخية الرائعة اكبر قبة من الآجر في العراق والآن أصبحت مجرد هيكل حديدي مزيف. بالله عليكم يا اثاريون هل هذا هو الأسلوب العلمي الصحيح في الترميم؟  ان اليونسكو مدان كليا وتاريخيا لسماحه أو بالتواطؤ مع الجهات العراقية المسؤولة عن هذه العملية الزائفة والتي كلفت أكثر من 80 مليون دولار! كم يا ترى ستكون كلفة مشروع القبة الحسينية الجديدة مع مأذنها في كربلاء؟  ومن هو المسؤول وصاحب هذه الفكرة الرهيبة؟  ان الخطأ قد جرهم الى التفكير بارتكاب خطأ افدح.  أرجو من المرجعية الحكيمة، ومن كل أهل كربلاء الكرام، ومن وزارة السياحة والاثار، ومن كل عراقي يهمه تراثنا المعماري، ان يوقفوا هذه المهزلة، وان لا  يسمح أبدا لأي شخص كان ان يتلاعب بالتراث الحضاري العراقي من زاخو الى البصرة.

د.إحسان فتحي/ معماري عراقي ومتخصص بالحفاظ على التراث