بحث هذه المدونة الإلكترونية

مرات مشاهدة الصفحة في الشهر الماضي

الجمعة، 4 أبريل 2014

غالب المسعودي - الحاجة بربع

في الذكرى الكونية لرحيل جدنا الأكبر حمورابي-كاظم فنجان الحمامي

 Today at 9:43 AM
في الذكرى الكونية لرحيل جدنا الأكبر حمورابي



كاظم فنجان الحمامي

كلما راجعنا النصوص القانونية المنسية لمسلة جدنا الأكبر (حمورابي) نصاب بالذهول والدهشة, وبخاصة في هذه المرحلة التاريخية القلقة, التي نحس فيها بالحاجة إلى الاحتكام إلى العقل والمنطق, والتسلح بهما لتجاوز العقبات الكثيرة, التي تمخضت عن خلافاتنا الداخلية المتجددة, والتي ينبغي أن نبحث لها عن الحلول الناجعة في ظل الدساتير والقواعد والسنن والشرائع السماوية السمحاء.
بيد أن أصحاب العقول المتحجرة, والعاهات الدماغية المستديمة, والنفوس المريضة, عادوا في سلوكهم المنحرف إلى الوراء, فنبذ فريق منهم كتاب الله وراء ظهورهم, حتى استقرت بوصلتهم على شرائع الغاب, بما عُرف عنها من جشع ولؤم وشراهة وأنانية ورعونة ووحشية, فالغاية عندهم تبرر الوسيلة, والسمكة الكبيرة تأكل السمكة الصغيرة, والبقاء للأقوى والأشرس والأعنف والأكثر فتكا وقسوة.
لقد أصبح العمل السياسي يجري على قدم وساق بقاعدة (انصر أخاك ظالما أو مظلوما), وربما سنكون بأفضل الأحوال لو عدنا إلى تطبيقات الأعراف والشرائع القديمة, التي ورثناها عن أجدادنا البابليين والسومريين والأكديين والكلدانيين والآشوريين, الذين أناروا الطريق للناس منذ انبثاق فجر السلالات البشرية في ربوع الميزوبوتاميا, فلو أخذنا شريعة جدنا الأكبر (حمورابي), التي ظهرت إلى الوجود في أواخر الألف الثاني قبل الميلاد, لوجدنا أنها تضمنت أحكاما عادلة ومنصفة, واستحقت أن تكون انصع المحطات الإنسانية المعنية بحقوق البشر عبر العصور القديمة وحتى يومنا هذا, وهي التي وضعت الأسس الأولى لمبادئ الحرية والمساواة بين أبناء الشعب من دون استثناء, وأنزلت اشد العقوبات بمن سرق قوت غيره ولم يعترف بسرقته, أو أكل طعام غيره ولم يعترف بذلك, أو استخدم القوة المفرطة, واغتصبت يده ما ليس له, أو نظر نظرة رضا إلى مواطن الشر والظلم, أو بدل الوزن الكبير بالوزن الصغير, وتخطى حدود الأعراف والنظم, ونقض العهود والمواثيق.
تقول إحدى المواد التشريعية في مسلة (حمورابي): ((إذا حكم قاض في قضية, وأصدر حكمه, وكتبه, وتبين فيما بعد أن حكمه كان خاطئاً, وأنه هو المتسبب في ذلك الخطأ, فإنه يدفع ضعف الغرامة, التي فرضها في حكمه بمقدار (12) مرة, ويحرم من ممارسة عمله كقاض)), وربما ستصابون مثلي بالدهشة إذا علمتم أن قوانين (حمورابي) حققت قبل أربعة آلاف سنة تقدما هائلا في تحديد مسئولية الدولة عن الأضرار, التي تصيب مواطنيها, فقد نصت المادة (23) على أن: ((من وقع ضحية السرقة في حالة عدم ضبط الجاني, ولم يستطع استرداد المسروقات, يعوض من قبل أهل المدينة والحاكم, الذي وقعت السرقة على أرضه)),
ولعمري أن هذا النص وحده يعد انجازاً رائعاً ينطوي على قدر كبير من العدالة الاجتماعية, وجاء في نص المادة (250) الحكم التالي: ((إذا نطح ثور رجلاً ما وأماته, فان هذا الحادث لا يستوجب التعويض)), بمعنى أن: (جناية العجماء جِبار), وتقول المادة (195): ((إذا ضرب ولد والده فعليهم أن يقطعوا يد الولد العاق لوالده)). بينما تناولت المواد (197) إلى (200) مواضيع القصاص والمساواة بين الناس, فالعين بالعين (عند حمورابي) والسن بالسن. .
إذا كانت نصوص شريعة (حمورابي) الوثنية البالية العتيقة, الضاربة في عمق التاريخ القديم, أول من أكدت على حقوق الناس, وأول من أرست قواعد العدل والحرية والمساواة, ووفرت الحياة الكريمة لأبناء الرافدين ليدوم عزهم وقوتهم وانتصاراتهم, ووفرت لهم الأمن والأمان والاستقرار, وكانت هي الأطر التشريعية التي صانت صورة المجد والشموخ والرقي في بابل, وسومر, ولكش, ولارسا, وأور, وكيش, وأكد, وكارخينا, والوركاء, وهي التي أضاءت الوجه الحضاري في ربوع الميزوبوتاميا لقرون وقرون على مدى العصور الذهبية التليدة, وإذا كانت هذه هي سنن وشرائع أجدادنا عام 2011 قبل الميلاد, فما الذي يمنعنا من إنزال القصاص العادل بالفاسدين والمخربين والمجرمين والمزورين والمحتالين والغشاشين والمرتشين, من الذين طغوا في البلاد, وأكثروا فيها الفساد, عام 2011 بعد الميلاد ؟. . .

الخميس، 3 أبريل 2014

نص ولوحة(النص للشاعر الشهيد ملا علي واللوحة لغالب المسعودي)



لا تقولو ..
انه نادم من رهبە الموت
.. ایا رفاقي .. حتی لو ما زلتم قدائیین
... فساکون في طلیعتکم..انا اشعر بالحریه
.. امام الموت الذی یسبق اقدامنا...
و وجهي یبتسم من ضحکە الوقوف
 علی عود المشنقه
... هذا الموت الذی یخاف منی ساناچیه ..
اتحداە
 .
. دعوە یاتی الي و یاخذ شکلي....
الشاعر الشهيد ملا علي

الاثنين، 31 مارس 2014

عباس علي العلي - العراق المستقبل وحدة أم خيار التفكيك ج1

بوخة المدراء وفوحة اللبلبي-كاظم فنجان الحمامي

Mar 30 at 10:20 PM
بوخة المدراء وفوحة اللبلبي


كاظم فنجان الحمامي

بداية لابد من تعريف بعض المفردات العراقية الدارجة حتى لا تختلط معانيها المتداخلة مع اللهجات العربية الشائعة, فالبوخة: وأصلها عربي فصيح. قالوا: باخت النار: سكنت وفترت, وقالوا: باخ الرجل وسقم: أعيا ومرض, وباخ النار: أخمدها وأطفئها. بيد أنها في لهجتنا العراقية تعني البخار الخفيف المتسرب من القدور الموضوعة على مواقد الطهي, وغالبا ما نستعيرها للتعبير عن الكذب الصريح, أو للتعبير عن المبالغة المكشوفة, يقولون: فلان يبوّخ, وتعني يكذب, ويبالغ في كلامه.
من المفارقات العجيبة أن كلمة (بوخة) لها معنى آخر في اللهجة الليبية, فهي عندهم نوع من أنواع الخمور المحلية الرخيصة, وتصنع من نقيع الفواكه, ثم يضاف إليها الميثانول, وجاء في لهجتهم: فلان يبوّخ أو مبوّخ, بمعنى: مخمور ويفتري ويثرثر من شدة السكر, ولا علاقة لهذه الكلمة بالسياسي الليبي المتذبذب (سليمان بوخة), وهذا هو اسمه الحقيقي.
أما (الفوحة) فهي في الفصحى مشتقة من (فوح), وتعني انتشار الرائحة. قولهم: فاح يفوح فهو فائح. فاحت القدور: غلت وتطايرت منها الفقاعات من شدة الغليان, وفاح الجرح: نزف, وفاحت رائحة فلان: انتشرت أخباره السيئة.
والفوح في العراق: يعني عصارة الرز المغلي, أو الحساء الناتج من الرز المسلوق, ويعد من أفضل الأغذية التي يتناولها الأطفال في القرى والأرياف والبوادي.
أما اللبلبي: فهو الحمص المسلوق, ويسمونه في الخليج (نِخِّي), ويعد من الأطباق الشهية في موسم الشتاء. تتصاعد أبخرة اللبلبي الفواحة في الصباح الباكر, فتتعالى أصوات الباعة في أزقة الأحياء الشعبية, وهم يرددون نداءاتهم الموروثة: (لبلبي يا لبلوب, يداوي كل القلوب), (اللبلبي يدبي دبي, حار وكواني اللبلبي). وهو من البقوليات, لكنه يختلف عنها عند بلوغه درجة الغليان, إذ تفوح منه الفقاعات المتبخرة لبضعة دقائق فقط, ثم تختفي وتتلاشي على الرغم من استمرار بقاء القدور فوق النار.
من هنا جاء المثل العراقي (فوحة لبلبي) للتعبير عن المشاريع السطحية الكاذبة, ولتشخيص الفعاليات الاجتماعية الزائفة, أو لتصوير خيبة الأمل المتمخضة عن المواقف السياسية الزئبقية. يقولون: أن تصريحات فلان مثل فوحة اللبلبي, وكلامه فوحة لبلبي, أي أن وعوده مجرد سحابة صيفية عابرة سرعان ما تختفي في كبد السماء.
تصاعدت هذه الأيام بوخات المسؤولين وفوحاتهم باقتراب العد التنازلي لموعد الانتخابات البرلمانية, وتغير سلوك مدراء بعض الدوائر الخدمية بزاوية منفرجة, غادروا فيها مكاتبهم الوثيرة, وخلعوا بدلاتهم الأنيقة, وأزالوا من وجوههم ملامح التجهم والتبختر والتعالي, وتجلببوا بجلباب الورع والتقوى, ثم تصنعوا التواضع, وراحوا يتنقلون بين المراجعين بحثاً عن الطلبات المتأخرة, من دون أن يبخلوا عليهم بإظهار الابتسامات الودودة, وترديد العبارات المنمقة, وإطلاق الكلمات الدافئة, متظاهرين فجأة بخدمة الناس.
ربما يقول قائل منكم: أنها صحوة موت, أو أنها حالة طارئة من حالة عودة الوعي إلى ضمائر بعض المدراء, الذين أرهقونا بتعاملهم السيئ, وتسببوا في تأخيرنا وتعطيل مصالحنا. ترى ما الذي يمنعهم من التعامل معنا بلطف في السنوات الماضية ؟, ولماذا تحسنت طباعهم فجأة هذه الأيام ؟.
هل هي مجرد بوخة طارئة من بوخات مدراء الصدفة سرعان ما تنكشف بعد زوال مفعول عقاقير البحث عن الأصوات الانتخابية ؟, أم أنها عبارة عن فوحة متطايرة من فوحات اللبلبي سرعان ما تنقشع وتزول بعد زوال حمى الانتخابات ؟.
والله يستر من الجايات

الأحد، 30 مارس 2014

حامد كعيد الجبوري - إضاءة / المرشحون وشراء الأصوات والذمم !!!

التقييم الدولي لبؤسنا وتعاستنا- كاظم فنجان الحمامي

التقييم الدولي لبؤسنا وتعاستنا


كاظم فنجان الحمامي

نشرت الأمم المتحدة جدولها السنوي المتضمن تصنيف الأقطار السعيدة وتشخيص الأقطار التعيسة, فجاء الشعب النرويجي في مركز الصدارة, باعتباره الشعب الأكثر سعادة ورفاهية على سطح كوكب الأرض, لتنعمه بالعيش الرغيد في فردوس الأمن والأمان, والمساواة والعدالة الاجتماعية وراحة البال, وحل الشعب السويسري بالمركز الثاني, ثم الكندي, فالسويدي, فالنيوزلندي, فالدانمركي, فالاسترالي, فالفنلندي, فالهولندي, فاللكسمبورغي. بينما جاءت تسعة بلدان عربية في المراكز المتدنية دولياً, فكان ترتيب الشعب العراقي بعد الشعب التونسي, لتبوئه المركز (105), بفارق ثلاث درجات عن سكان القرى البائسة في بنغلادش, وعلى مسافة ست درجات من الشعوب الهندية الفقيرة, وجاء الشعب الفلسطيني في المركز (113), يليه الشعب الصومالي (114), ثم السوداني بالمركز (124), ومن بعده المصري بالمركز (130), ثم الشعب اليمني بالمركز (142), يليه الشعب السوري بالمركز (148), في حين جاء أشقاؤنا في جزر القمر في ذيل الترتيب العربي (149), أما الدولة الأتعس والأكثر بؤساً في العالم, فهي جمهورية (توغو) التي جاءت في المرتبة (156).
http://www.businessinsider.com/the-saddest-countries-in-the-world-2013-9
اختارت الأمم المتحدة المعايير المعيشية في تقييمها لتعاستنا, فاعتمدت على مؤشرات الصحة العقلية والجسدية, ومؤشرات الاستقرار الأمني والوظيفي والعائلي, والعوامل الأساسية الأخرى المرتبطة بسعادة الإنسان.
أظهرت نتائج التقييم أن الثروات الوطنية لا علاقة لها بسعادة الناس, فالعدل والإنصاف, وتمتع الناس بالحريات العامة, وغياب الفساد, واختفاء مظاهر العنف الطائفي والتعصب القومي والنزاع القبلي, تُعد في تشخيص التباين الترفيهي بين الشعوب والأمم أكثر أهمية من عامل الدخل القومي, وأقوى فاعلية من موارد الثروات المعدنية والزراعية والاقتصادية, وربما تركت تلك الثروات والموارد آثارها السلبية على حياة الناس, فقد تحولت ثرواتنا النفطية من نعمة إلى نقمة, وكانت السبب المباشر في تورطنا بحروب طاحنة, جلبت لنا الكوارث, وربما تسببت أيضاً في أقطار أخرى في الترهل الوظيفي, والإسراف والبطر الاجتماعي, والإدمان على لعب القمار, وتفشي أمراض البدانة واضطرابات التغذية والأمراض المرتبطة بالخمور والتبغ والمخدرات وشيوع الرذيلة.    
ما الذي يميز الشعب النرويجي عنا شعوبنا العربية ؟. ما يميزه عنا هو نصيب المواطن الترويجي من الناتج الإجمالي, والذي وصل إلى (57000) دولار سنوياً, وتمتعهم بأعلى مستويات القناعة المعيشية, ناهيك عن سعادتهم الغامرة بالحرية التي ينعمون بها, وحالة الوئام والانسجام الفريدة التي يشعرون بها, والثقة المتبدلة بينهم, بخلاف الشعب العربي الذي مزقته معاول الطائفية, وهشمته بلدوزرات المنظمات الظلامية, المدعومة من الأقطار العربية المدرجة على قوائم السعادة البترولية المزيفة, ثم تفشت في مؤسساتنا فيروسات الفساد الإداري بالطول والعرض, لتطيح بآخر ما تبقى لدينا من آمال, وتنسف مستقبلنا كله في خضم الفوضى السياسية العارمة.   

أين المشكلة ؟. ما علينا إلا أن نأخذ العبرة من قوله تعالي: (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم), فالعيب فينا, لأننا نحن الذين صفقنا وهتفنا للحرامية والحنقبازية, ومنحنا أصواتنا إلى الذين تسببوا في بؤسنا وتعاستنا, وليس العيب في الحكومات التي استغلت جهلنا وضعفنا, واستثمرت عواطفنا الطائفية لتغذية مخططاتها السلطوية, فجلبت لنا المصائب والويلات والنكبات.