الاثنين، 26 نوفمبر 2012
الأحد، 25 نوفمبر 2012
الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012
إضاءة- ( ذكّر أن نفعت الذكرى )-حامد كعيد الجبوري
إضاءة
( ذكّر أن نفعت الذكرى )
حامد كعيد الجبوري
قبل شهرين
من اليوم ضمني ومجموعة من الأصدقاء مجلس ثقافي حلي ، قال أحدهم أن حالة الفقر في
العراق تجذرت بشكل لا يصدق ، وأن المتسولين كثروا بشكل مرعب ، وأصبح البلد مقسما
بين فقر مدقع و غني مشبع ، ولا يوجد طبقة وسطى ، ومن جملة ما قاله أن هناك الكثير من الناس تفتش
عن ما تأكل بحاويات القمامة ، ناقشته طويلا حينها وقلت ذلك غير حقيقي وأن الدولة
تمنح ما يسمى براتب الرعاية 50 ألف دينار للمحوجين ، والفقر ربما سينعدم في السنين
القادمة منطلقا من قناعتي بالتغيير الحتمي ، ولم أجد إلا القلة من المتسولين الذين
امتهنوا مهنة التسول لسهولة العمل ، ولعدم حاجته الى رأس مال كبير ، وأيدته فقط بأن
الرواتب التي تمنح للموظفين عموما لا يراعى فيها العدالة ، لوجود بون كبير بين
راتب موظف وآخر ، وبين وزارة وأخرى ، هز
صاحبي يده مستهزأً بحديثي وإجابتي ، اليوم
20 / 11 / 2012 م الساعة العاشرة صباحا غيرت قناعتي تماما بعد أن شاهدت بأم عيني
رجلا ملتحيا وقورا يجمع من حاوية القمامة ما يمكن الاستفادة منه ليأكل ، طماطم ،
باذنجان ، بطاطا ، أخرجت هاتفي وصورت ذلك
المسكين ، ولا أعرف لم خطر ببالي قول أمير
المؤمنين عمر بن الخطاب ( رض ) الذي يقول ( لو كبت ناقة في السواد لكنت مسئولا عنها
أمام الله ) ، وقول أمير المتقين علي بن ابي طالب ( ع ) لعامله ( عثمان بن حنيف ) (( أأفرح أن يقال عني
أمير المؤمنين وفي اليمامة إنسان لا عهد له بالشبع ولا طمع له بالقرص )) ، لذلك كتبت هذه المعاناة ،
خيرات الوطن تتقسم النوعين
حاوية الزبالة وبير للبترول
أكوام الزبالة أتعيش الفقره
وآبار النفط من حصة المسئول
و...
مابين الزبالة والنفط أسرار
ذكّر بالحقايق تنفع الذكره
آبار النفط لجيوب مسئولين
وحاوية الزبالة حصة الفقره
و ...
هاي الصور تحجي وللعراقي أتكول
باطل بل حراماً تنتخب مسئول
---------------
لا أملك إلا أن أقول ذكّر أن نفعت الذكرى ، للإضاءة ........ فقط .
المرفقات صور
بايسكل روتتي ومصفحات جماعتنا-كاظم فنجان الحمامي
بايسكل روتتي ومصفحات جماعتنا
جريدة المستقبل العراقي
كاظم فنجان الحمامي
لا مجال للمقارن بين خصال الزعيم الهولندي (مارك روتتي) وبين خصال أصحاب المناصب العليا من المترفين المتظاهرين بالتعفف, المتجلببين بجلباب الورع والتقوى, فالرجل هولندي الأصل والتربية, لا يصوم شهر رمضان, ولا يزكي أمواله, ولا يصلي الصلوات الخمس في أوقاتها, لكنه رجل بسيط متواضع لا تفارقه الابتسامة, يتنقل بدراجته الهوائية من والى مقر عمله, يطوف بها في شوارع المدينة, ملتزما بقوانين المرور, مراعيا لشروط السلامة البيئية, لا يخشى أحد, ولا يعترضه متطفل, يغادر منزله صباحا, فيتفحص إطارات دراجته الهوائية بنفسه, ثم يركبها بثقة ونشاط, لينطلق بها نحو مقر عمله من دون أن يصدر أي ضجيج, ومن دون أن ترافقه العربات المدرعة, والسيارات المصفحة, ومن دون أن يختبئ خلف زجاجها المظلل, ومن دون أن يحيط نفسه بفوج من ذوي الرؤوس الحليقة والعضلات المفتولة, ومن دون أن ترافقه كوكبة من المركبات الحديثة ذات الدفع الرباعي, وناقل الحركة الخماسي, والأنوار السداسية, و(أم سبع عيون), ومن دون أن يتعمد السير عكس الاتجاهات النظامية, يحترم الناس ويحترمونه, يتبادل معهم التحيات الصباحية ملوحا بيده, يتفقد أحوالهم, ويستطلع مشاكلهم من دون وسيط وبلا تكلف. .
من الظواهر الغريبة عندنا في العراق إن أصحاب المراتب الفوقية استحوذوا على الأرصفة المحيطة بمنازلهم, واقفلوا الشوارع والأزقة المؤدية إليها, أحاطوها بالمصدات الكونكريتية, طوقوها بالحواجز الخراسانية, ثم نصبوا العارضات الأنبوبية والمطبات البلاستيكية, ووزعوا الكاميرات والأسلاك الشائكة وكابينات الحراسات الخارجية, فتحصنوا في قصورهم المنيفة, ومنعوا الناس من المرور وحرموهم من الحركة, لا نكاد نراهم إلا في الفضائيات يتحدثون في القنوات كلها عن العفة والنزاهة والبساطة والتواضع, ويتكلمون بلباقة ما بعدها لباقة عن علاقاتهم الحميمة بالجماهير. .
في بريطانيا اكتشف رئيس وزراؤها (ديفيد كاميرون) إن دراجته الهوائية أسهل له وانفع وأسرع في التنقل, ولا تكلفه شيئاً, وهكذا حذا حذو نظيره الهولندي, فركب دراجته وتجول بها لوحده في ضواحي المدينة. .
أحيانا يصطحب زوجته وأطفاله إلى الأسواق الشعبية, يتمتع بحريته الشخصية بين عامة الناس, يمارس حياته الطبيعية بلا حراس, ولا رجال أمن, ولا بودي غارد, ولا يتبعه الانتهازيون والوصوليون, ولا تسمع أهازيجهم الولائية المستنسخة (بالروح بالدم نفديك يا كاميرون), فالرجل جاء بسيارته, وتجول بمفرده, وتعامل معه الناس مثلما يتعاملون مع بعضهم البعض, من دون حواجز ولا موانع ولا فوارق وظيفية أو طبقية. .
في الولائم والعزائم والدعوات الخاصة يتوافد المسؤولون في العراق على المكان بمواكبهم الملكية الإمبراطورية المعززة بالحمايات, فتتكدس السيارات المصفحة والعربات المسلحة في الطريق العام, حينئذ يتعين على صاحب الدعوة أن يوفر الطعام بكميات هائلة لفوج كامل من عناصر الحماية, حتى لا يتسبب في زعل المسؤول. .
بينما يتناول الرئيس الأمريكي أوباما الوجبات السريعة مع ضيفه الرئيس الروسي (ميدفيديف) في مطعم ريفي صغير لبيع البرجر, يجلسون مع شباب القرية في مكان عام بالقميص والبنطرون, من دون أن يتقرب منهم أحد, ومن دون أن يتسببوا بإزعاج الناس, فالتواضع والبساطة وخفة الدم هي العوامل التي تحقق الوئام والانسجام بين الرئيس والمرؤوس. .
أحيانا يشاهد الناس الملكة البريطانية تحمل أكياس القمامة لتضعها في المكان المخصص لها خارج قصر توتنغهام, تركب الباص (الأتوبيس), تدفع سعر التذكرة من حقيبتها الصغيرة, تحتسي الشاي في المقاهي الشعبية, وأحيانا تمارس هواية القراءة في المكتبات العامة. تذهب وتعود لوحدها من دون حمايات ولا صفارات ولا دراجات نارية, حتى لا تنغص حياة الناس بأصواتها الصاخبة. .
هؤلاء كلهم من خارج مجتمعاتنا, لا يدينون بديننا الذي أوصانا بالتواضع ومكارم الأخلاق, ولا ينتمون إلى قوميتنا العربية الشرقية, التي زرعت في قلوبنا حسن التعامل مع الناس, لكنهم تمسكوا بالثوابت الإنسانية النبيلة, واختاروا البساطة سلما مهذباً للوصول إلى قلوب الجماهير, فاكتسبوا حب الناس بالرفق والتعامل المرن, ونالوا حب الله وحب العباد بالابتسامة الرقيقة والكلمة الطيبة, اما السيارات المدرعة والعربات المصفحة والمركبات المظللة التي تصنعها معاملهم العملاقة, فقد قرروا تصديرها إلينا بالعملة الصعبة وبأغلى الأسعار حتى يركبها أبطال السيرك السياسي فيتبختروا بها في أحيائنا السكانية البائسة المهملة القلقة الكئيبة, وعرب وين طنبورة وين ؟؟. . .
|
الأحد، 18 نوفمبر 2012
ايمان البياتي تفوز بجائزة نازك الملائكة للابداع النسوي
الاثنين، 12 نوفمبر 2012
غطيني يا صفية مفيش فايدة-كاظم فنجان الحمامي
غطيني يا صفية مفيش فايدة
جريدة المستقبل العراقي 11/11/2012
قبل أن ترجموني بحجارتكم التي قتلتم بها الأبرياء, وقبل أن تأخذكم العزة بالإثم فتشتموني بلعناتكم التي لا ترحم, أقول لكم وبصريح العبارة, إننا من الأقوام المشلولة المتخلفة المقهورة المدحورة المتخاذلة, وهذا ما أثبته واقعنا المر المعاش بالأرقام والدلائل والشواهد. . .
نحن قوم نصدق الكاذب, ونكذِّب الصادق, نأتمن الخائن ونخوِّن الأمين, نشجع الجبان حتى يتمرد, ونخذل الشجاع حتى ينهار, ونحارب الناجح حتى يفشل, ونستفز الحليم حتى يفقد عقله, نكره التنظيم ونبغض النظام, نرى المنكر فنصفق له, ونؤازر الباطل فنسانده, ونقف مع الطغاة ضد الحق, وضد الخير, وضد الصلاح. .
الاختلاف عندنا خلاف, فانقسمنا إلى مجاميع متناحرة متشاجرة متنازعة متقاتلة تميل إلى التفريق والتفرقة, والتمزيق والبهدلة, التطرف عندنا هواية, والتعصب غواية, والتنافر موهبة, والثرثرة منطق, والدين فتنة, هذا سني, وهذا شيعي, وذاك سلفي, وهذا صفوي, وهذا وهابي, وهذا صوفي, وهذا زيدي, وهذا حوثي, وهذا أحمدي, وهذا علماني, وذاك شيوعي, وهذا قومي, وذلك إخواني, وعدناني وقحطاني, وشمالي وجنوبي, وأهلاوي وزملكاوي. .
تخندق بعضنا الآن في خنادق معركة (صفين) ضد خليفة المسلمين, وتجحفل بعضنا مع الحجاج, واختار بعضنا الوقوف مع أبي العباس السفاح, بينما خرج المتمردون مع الخوارج, وسار البتروليون خلف سراب الناتو, وركع المتآمرون تحت أقدام البنتاغون في معابد الذل والعبودية والخيانة, هذا يسعى للأمركة, وذاك يسعى للتفريس, وغيره يحلمون بالتتريك, وجماعة تواسي السفارديم عند حائط المبكى. .
نقلب الدنيا رأساً على عقب, إذا لعب الجزائريون كرة القدم في ملاعب مصر, أو إذا لعب المصريون في ملاعب الجزائر, فنتباهى باستهتارنا وتهورنا على بعضنا البعض, فنحرق المدرجات, ونخرج إلى الشوارع والساحات لنواصل غاراتنا الهمجية على المحال التجارية, بينما نكون كالقطط الفلبينية البليدة أمام قوافل القوات الغازية أو الفيالق الاستعمارية, نمر مرور الكرام على القواعد الحربية الأجنبية المتمركزة على أرضنا وفي مياهنا لنلوح لها بالتحية والسلام, وشر البلية ما يضحك إن كبارنا تحالفوا مع القوات المتحالفة ضدنا. .
صار الشيخ برميل أفضل قادتنا في المرحلة الراهنة, فهو عبقري الأمة, ومفكرها ونابغتها وملهمها وقائد مسيرتها الظافرة نحو حقول الغاز والألغاز, وهو الذي بيده الحل والعقد, وهو النمرود الجديد, وشمشوم الجبار, وسوبرمان ربيعها في كل المواسم والمناسبات, وهو رامبو المثابر, وجيفارا الثائر. .
زعمائنا متخصصون بالتآمر على أشقائهم وأبناء جلدتهم, متطوعون للتعاون والتنسيق والتفاهم مع أعداء الأمة, بارعون في البطش والإجرام والتعسف, متفانون في حب الدنيا, لا فرق عندهم بين المليون والمليار على موائد الروليت, خبراء في البذخ والإسراف والتبذير. .
ما الذي نرتجيه من أقطار فقدت نزاهتها وتنازلت عن عفتها فتبوأت المراكز الأولى في الفساد العالمي في عموم كوكب الأرض ؟, وما الذي نتأمله من أقطار جاهلة سارت نحو الأمية بمحض إرادتها, فأحرزت المراكز المتدنية في التعليم الجامعي ؟, وما الذي نتوقعه من أقطار خاملة انشغلت بتفسير الأحلام وقراءة الطالع, فلم تفلح في الصناعة ولا في التجارة ولا في الزراعة ولا في التعليم ولا في الرياضة ؟, دول تبيع النفط وتصدره ثم تستورده على شكل زيوت ومشتقات بأضعاف أضعاف سعر البيع, دول على الرغم من ترسانتها الحربية الهائلة وجيوشها المليونية الجرارة لم تستعرض قطعاتها إلا في المناسبات الوطنية, ولم تسجل انتصارا واحداً تسترد به ماء وجهها, ولم تنتصر في يوم من الأيام على دولة فتية صغيرة مذعورة مارقة مستهترة. .
تاريخنا مزيف من الجلد للجلد, وصفحاته ملطخة بدماء الأبرياء والضحايا, راجعوه جيدا, واقرءوا ما جرى للخلفاء الراشدين من الأول إلى الرابع, وما جرى للصحابة, وأبناء الصحابة, اقرءوا كيف احرقوا جثمان محمد بن أبي بكر ونثروا رماده في النيل, وكيف ذبحوا الحسين بن علي على شاطئ الفرات وطافوا برأسه في البلدان, وكيف قتلوا مسلم بن عوسجة, وكيف رجموا الكعبة المشرفة بالمنجنيق, وكيف شنقوا عبد الله بن الزبير في مكة, وكيف اضطهدوا أمه أسماء بنت أبي بكر, وكيف صلبوا الصحابي الجليل سعيد بن جبير, واقرءوا كيف استعمرونا باسم الدين, وصادروا حقوقنا باسم الدين, واستباحوا بلادنا بالطول والعرض باسم الدين, ثم باعونا في سوق النخاسة السياسية للإنجليز والفرنسيين, واقرءوا كيف كفّروا علماء الفيزياء والكيمياء والرياضيات والطب والفلك والفلسفة, واقرءوا كيف أنجب التاريخ أكثر من عشرين نسخة لأبن العلقمي, اشتركوا كلهم بتسليم مفاتيح بغداد للمغول والتتار والفرس والأتراك حتى حكمتنا دولة الخروف الأسود, ثم جاءت من بعدها دولة الخروف الأبيض, واقرءوا كيف قتل الشقيق شقيقه من اجل العرش, وكيف تآمر أبناء الأمراء على آبائهم, واقرءوا كيف ذبحوا فيصل الثاني ونساء أسرته الهاشميات اللواتي كن يرفعن المصاحف فوق رؤوسهن, وأقرءوا كيف سحلوا فيصل في الشوارع, وهم يرددون هذه الأهزوجة:
قبلك بحسين اشسوينه
جدنا أقرع كر جدك بيده
وأقرءوا كيف قتلوا العلماء والفلاسفة ابتداءً من ابن المقفع وانتهاءً بالسهروردي, وكيف خذلوا سعد زعلول. .
لقد مات (زغلول) من القهر, بعد أن أرهقته المحاولات الحثيثة لإصلاح شأن هذه الأمة, حتى أصابه اليأس والانهيار, فهمس في إذن زوجته قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة على فراش الموت: ((غطيني يا صفية. . مفيش فايدة)). .
--

الأحد، 11 نوفمبر 2012
السبت، 10 نوفمبر 2012
تشكيل- عادل كامل .. اغواءات الجسد- د.عاصم عبد الأمير

الخميس، 8 نوفمبر 2012
قصة قصيرة-الحصان والصحفي-عادل كامل
قصة قصيرة
الحصان والصحفي
بعد منتصف الليل بساعة، على ما أعتقد، سمعت حركة ذات صوت غريب في حديقة المنزل. صحيح ان حديقة المنزل الصغير الذي اسكنه، لا تتعدى الأمتار، إلا أنني طالما تحدثت عنها بإعجاب، وهذه قضية لا علاقة لها بالصوت الغريب الذي سمعته، وأنا أرقد في سريري، نصف نائم، وشبه مستيقظ. بيد أني لا اعرف لماذا شعرت بفزع أو بخوف تسلل إلى أعماقي، وجعلني انهض، وأمشي حافي القدمين، نحو الشباك المطل على الحديقة، لمعرفة هذا الشيء الذي اصدر صوتا ً غريبا ً. كان الظلام في الداخل يخفي معالمي، بالتأكيد، لهذا تقدمت نحو زجاج الشباك، وألقيت نظرة. للحق لم أكن نظر، أو ربما كنت أخشى النظر إلى الحديقة، إلا أنني حاولت التنصت بحذر بالغ، ومعرفة ما يحدث. مرت دقيقة كاملة وأنا لا استمع للصوت الغامض، الذي اختفى. تساءلت: قد يكون هذا محض كابوس، أو حلم مشوش، كتلك الأحلام المروعة، الشبيهة بالكوابيس، التي تحدث لي، بين فترة وأخرى، وكان يتحتم علي الوصول إلى يقين، والتأكد من سلامة حواسي، و ذاكرتي، أو الجانب النفسي الذي لا يدفعني إلى الهاوية، والى العزلة. لهذا حدقت، بلا شعور مني، في المكان الذي يقف فيه...، ماذا ...، ارتج جسدي، وشعرت بالدوار، فقد كان ثمة حصان ابيض يقف وسط الحديقة؛ حصان متناسق تماما ً، له رقبة طويلة، وقوائم رشيقة. بيد انه لم يكن يتحرك، رغم معالم الحياة الظاهرة عليه. وهذا استنتاج دار بخلدي من غير تفكير. فقد كنت أحس ان شيئا ً ما ينبض فيه، ثم أنني لا امتلك تصورا ً ان هناك حصنا ً يمكن ان يفقد نبضه! وعلى كل فانا أحب الخيول، على الرغم من أنني اشعر بأنها تعاني عذابا ً يفوق عذاباتي. صحيح أني ذهبت مرة واحدة في حياتي إلى سباق الخيول، مع صديق لي، وشاهدت آلاف الناس تتسلى بعدد قليل من الخيول، وصحيح أني شاهدت، في طفولتي كيف يقتلون، يا للهول، ذلك الحصان الأبيض، ولأسباب مازالت غامضة، لديّ، وصحيح أني كتبت عشرات الدراسات عن الخيول، ومن المؤمل قريبا ً ان تصدر في كتاب كبير، لأنني في الحقيقة صحفي يكتب عن أشياء لا تحصى. وربما الشيء الوحيد الذي لم كتب عنه، هو الذي لم يلفت نظري إلى الكتابة. لا جدوى من هذا الاستطراد، لأنني فكرت بان هذا الحصان الأبيض، الذي تجمد، والذي يبدو قد صنع من الثلج، قد يكون هاربا ً من احد متاحف الحيوان، أو من إحدى الحدائق، أو من إحدى المزارع، لا حد يعرف، ولأسباب يخجلني الاعتراف بها، فكرت ان اخبر جاري بالأمر، أو استنجد بالشرطة، فقد يكون وجود هذا الكائن، قد أساء إلى صاحبه، أو فعل شرا ً، وجاء للاحتماء في حديقتي، معرفة منه باني رجل مريض، ومسالم، وغير قادر على عمل أي شيء من الأشياء المثيرة للشبهات، لكنني فكرت باني لو فعلت هذا، فالأمر سيسر الأعداء، بالرغم من عدم وجودهم، إلا في مخيالي. لكنني، في الآونة الأخيرة صرت أدرك ان هذا التفكير مجرد بلاهة، فهناك أعداء لا يمكن التعرف عليهم مهما أجهدنا أنفسنا بالبحث عن شخصياتهم، إلا ان خبرتي الطويلة في الحياة، جعلتني لا اعترف بالأمان، مهما تظاهرت به، ومهما تظاهر به غيري. وهذه معادلة لم تجعلني أقف بين بين، أو على الحياد، بل جعلتني في هذا الوضع، الذي أجهد نفسي للمحفظة عليه، ولأسباب أحرر نفسي فيها من هذا الوضع نفسه. ترى من أين جاء هذا الحصان..؟ ماذا يريد ..؟ ولِم َ تجمد عندما رآني أراقبه..؟ انه، على كل، غير مؤذ، وهذا ما دفعني للاعتقاد بأنه لا يضمر شرا ً لي، لي في الأقل، فهناك أشياء كثيرة تبعث الرعب في القلوب، دون ان تخدش أحلامي أو تفسد كوابيسي، وتجعلني امضي حياتي بعيدا ً عنها. سررت لهذا الخاطر، خاصة أنني كنت اشعر بالإعياء الشديد، بعد ان كنت، خلال هذا اليوم، قد أنجزت تسعة حوارات طويلة، ستنشر تباعا ً على صفحات الجريدة التي اعمل فيها، كما أني، قبل ان أضع راسي فوق الوسادة، كنت قد اخترعت حوارا ً مع مخلوق مجهول، وكان هذا الحوار، على ما اعتقد، مثيرا ً للغاية. تراجعت، خطوة خطوة، بهدوء، عائدا ً إلى غرفتي، حيث رقدت في سريري متدثرا ً بالغطاء الصوفي، الذي ذكرني بالخراف التي سلخت جلودها، وانتزع صوفها منها. لكن ما هو ذنبي..؟ حولت ان أغفو، متجاهلا ً الحصان الأبيض، لولا انه عاد يصدر صوتا ً غامضا ً، وغريبا ً. قلت أخاطب نفسي: من هذا الذي يستطيع ان يعود إلى النوم، وفي بيته حصان، في حديقة البيت..؟ أجبت: قد أكون على وهم، فقد لا يكون هناك أي حصان! لكن ثمة من تكلم في ّ: الم ْ تره، الم ْ يكن ابيض..؟ وسمعت صوته، حتى أني كنت قد وجهت نقدا ً لنحاتينا لعدم عملهم نصبا ً لمثل هذا الكائن الذي هو على هذا القدر من التناسق، والجمال. على كل قلت في نفسي: لا معنى ان يشغل المرء ـ خاصة أنا ـ نفسه بوجود حصان في حديقته الصغيرة؟ ثم من ذا الذي يعلم ماذا يوجد في منزلي، وفي نفسي، اذا كان وجودهم أكثر إيذاء ً من هذا المخلوق الظريف، الأنيق، الذي كنت كتبت عنه، وعن ماضيه السحيق، وما آلت إليه حياته في نهاية المطاف، دراسات متنوعة، وجادة، أحزنني ان بعض القراء وحدهم اطلعوا عليها، فيما كنت، وأنا اكتب، أفكر بالخيول. بيد نني لم افقد الأمل في ان تترجم، كتاباتي، في يوم ما من الأيام، للخيول التي سجنت في المتاحف، أو في ساحات اللعب الكبرى، أو التي وضعت في المتنزهات، أو في بعض منعطفات الطرق. وهذا كلام لم اقصد منه السخرية، أو التظاهر بحب الفكاهة، بل ان هذا، وعلى مدى ربع القرن الماضي، أوقعني في مشاكل، ونوادر استهدفت سذاجتي، إلا أنني صمدت بعناد ممتاز ونادر، وفي سبيل المثال، لا توجد قوة ما في العالم باستطاعتها ان تغير حبي للخيول، حتى للتي رحلت قبل ملايين السنين، أو حتى للخيول التي لم تولد بعد، أو التي لن تولد أبدا ً! وأنا أتقلب، يسارا ً ويمينا ً، تحت الغطاء الصوفي، أحسست بأنفاس ساخنة كادت تلامس وجهي، فكدت اصرخ، لكن الخوف الذي انتابني جمدني، حتى حسبت ان الحصان الأبيض الذي شاهدته في الحديقة، هو الآخر، تجمد من الرعب، لكنني لم أكن أنا السبب في الحالات كلها. رفعت رأسي، قليلا ً قليلا ً، كي أشاهد الحصان يقف أمامي، وقد تجمد، كما رأيته في المرة الأولى، في الحديقة. ترى كيف دخل، والباب موصد، وشبابيك البيت مغلقة، ولا يمكن لحصان ان يدخل منها..؟ تساءلت: أتراه ينتمي إلى عالم الأشباح ..؟ ثم ألا يعلم أنني رجل مريض، ومرهق، حد الإعياء، ثم ماذا تراه يريد مني ..؟ لكن الحصان تكلم، وأنا لا أكاد اصدق، وهو يدعوني لإجراء حوار معه..! ـ "معك، معك أنت ...؟" لا اعرف ماذا حدث، بعد تلك اللحظات، لكنني عندما استيقظت، صباحا ً، اكتشفت أنني كنت قد أجريت حوارا ً معه، وبخط واضح، دون ان اشطب كلمة واحدة، وثمة صورة مرسومة بإتقان له، بيد انه كان لا يكف فيها عن الحركة أبدا ً! مجلة"حراس الوطن" 2/11/1986
بعد منتصف الليل بساعة، على ما أعتقد، سمعت حركة ذات صوت غريب في حديقة المنزل. صحيح ان حديقة المنزل الصغير الذي اسكنه، لا تتعدى الأمتار، إلا أنني طالما تحدثت عنها بإعجاب، وهذه قضية لا علاقة لها بالصوت الغريب الذي سمعته، وأنا أرقد في سريري، نصف نائم، وشبه مستيقظ. بيد أني لا اعرف لماذا شعرت بفزع أو بخوف تسلل إلى أعماقي، وجعلني انهض، وأمشي حافي القدمين، نحو الشباك المطل على الحديقة، لمعرفة هذا الشيء الذي اصدر صوتا ً غريبا ً. كان الظلام في الداخل يخفي معالمي، بالتأكيد، لهذا تقدمت نحو زجاج الشباك، وألقيت نظرة. للحق لم أكن نظر، أو ربما كنت أخشى النظر إلى الحديقة، إلا أنني حاولت التنصت بحذر بالغ، ومعرفة ما يحدث. مرت دقيقة كاملة وأنا لا استمع للصوت الغامض، الذي اختفى. تساءلت: قد يكون هذا محض كابوس، أو حلم مشوش، كتلك الأحلام المروعة، الشبيهة بالكوابيس، التي تحدث لي، بين فترة وأخرى، وكان يتحتم علي الوصول إلى يقين، والتأكد من سلامة حواسي، و ذاكرتي، أو الجانب النفسي الذي لا يدفعني إلى الهاوية، والى العزلة. لهذا حدقت، بلا شعور مني، في المكان الذي يقف فيه...، ماذا ...، ارتج جسدي، وشعرت بالدوار، فقد كان ثمة حصان ابيض يقف وسط الحديقة؛ حصان متناسق تماما ً، له رقبة طويلة، وقوائم رشيقة. بيد انه لم يكن يتحرك، رغم معالم الحياة الظاهرة عليه. وهذا استنتاج دار بخلدي من غير تفكير. فقد كنت أحس ان شيئا ً ما ينبض فيه، ثم أنني لا امتلك تصورا ً ان هناك حصنا ً يمكن ان يفقد نبضه! وعلى كل فانا أحب الخيول، على الرغم من أنني اشعر بأنها تعاني عذابا ً يفوق عذاباتي. صحيح أني ذهبت مرة واحدة في حياتي إلى سباق الخيول، مع صديق لي، وشاهدت آلاف الناس تتسلى بعدد قليل من الخيول، وصحيح أني شاهدت، في طفولتي كيف يقتلون، يا للهول، ذلك الحصان الأبيض، ولأسباب مازالت غامضة، لديّ، وصحيح أني كتبت عشرات الدراسات عن الخيول، ومن المؤمل قريبا ً ان تصدر في كتاب كبير، لأنني في الحقيقة صحفي يكتب عن أشياء لا تحصى. وربما الشيء الوحيد الذي لم كتب عنه، هو الذي لم يلفت نظري إلى الكتابة. لا جدوى من هذا الاستطراد، لأنني فكرت بان هذا الحصان الأبيض، الذي تجمد، والذي يبدو قد صنع من الثلج، قد يكون هاربا ً من احد متاحف الحيوان، أو من إحدى الحدائق، أو من إحدى المزارع، لا حد يعرف، ولأسباب يخجلني الاعتراف بها، فكرت ان اخبر جاري بالأمر، أو استنجد بالشرطة، فقد يكون وجود هذا الكائن، قد أساء إلى صاحبه، أو فعل شرا ً، وجاء للاحتماء في حديقتي، معرفة منه باني رجل مريض، ومسالم، وغير قادر على عمل أي شيء من الأشياء المثيرة للشبهات، لكنني فكرت باني لو فعلت هذا، فالأمر سيسر الأعداء، بالرغم من عدم وجودهم، إلا في مخيالي. لكنني، في الآونة الأخيرة صرت أدرك ان هذا التفكير مجرد بلاهة، فهناك أعداء لا يمكن التعرف عليهم مهما أجهدنا أنفسنا بالبحث عن شخصياتهم، إلا ان خبرتي الطويلة في الحياة، جعلتني لا اعترف بالأمان، مهما تظاهرت به، ومهما تظاهر به غيري. وهذه معادلة لم تجعلني أقف بين بين، أو على الحياد، بل جعلتني في هذا الوضع، الذي أجهد نفسي للمحفظة عليه، ولأسباب أحرر نفسي فيها من هذا الوضع نفسه. ترى من أين جاء هذا الحصان..؟ ماذا يريد ..؟ ولِم َ تجمد عندما رآني أراقبه..؟ انه، على كل، غير مؤذ، وهذا ما دفعني للاعتقاد بأنه لا يضمر شرا ً لي، لي في الأقل، فهناك أشياء كثيرة تبعث الرعب في القلوب، دون ان تخدش أحلامي أو تفسد كوابيسي، وتجعلني امضي حياتي بعيدا ً عنها. سررت لهذا الخاطر، خاصة أنني كنت اشعر بالإعياء الشديد، بعد ان كنت، خلال هذا اليوم، قد أنجزت تسعة حوارات طويلة، ستنشر تباعا ً على صفحات الجريدة التي اعمل فيها، كما أني، قبل ان أضع راسي فوق الوسادة، كنت قد اخترعت حوارا ً مع مخلوق مجهول، وكان هذا الحوار، على ما اعتقد، مثيرا ً للغاية. تراجعت، خطوة خطوة، بهدوء، عائدا ً إلى غرفتي، حيث رقدت في سريري متدثرا ً بالغطاء الصوفي، الذي ذكرني بالخراف التي سلخت جلودها، وانتزع صوفها منها. لكن ما هو ذنبي..؟ حولت ان أغفو، متجاهلا ً الحصان الأبيض، لولا انه عاد يصدر صوتا ً غامضا ً، وغريبا ً. قلت أخاطب نفسي: من هذا الذي يستطيع ان يعود إلى النوم، وفي بيته حصان، في حديقة البيت..؟ أجبت: قد أكون على وهم، فقد لا يكون هناك أي حصان! لكن ثمة من تكلم في ّ: الم ْ تره، الم ْ يكن ابيض..؟ وسمعت صوته، حتى أني كنت قد وجهت نقدا ً لنحاتينا لعدم عملهم نصبا ً لمثل هذا الكائن الذي هو على هذا القدر من التناسق، والجمال. على كل قلت في نفسي: لا معنى ان يشغل المرء ـ خاصة أنا ـ نفسه بوجود حصان في حديقته الصغيرة؟ ثم من ذا الذي يعلم ماذا يوجد في منزلي، وفي نفسي، اذا كان وجودهم أكثر إيذاء ً من هذا المخلوق الظريف، الأنيق، الذي كنت كتبت عنه، وعن ماضيه السحيق، وما آلت إليه حياته في نهاية المطاف، دراسات متنوعة، وجادة، أحزنني ان بعض القراء وحدهم اطلعوا عليها، فيما كنت، وأنا اكتب، أفكر بالخيول. بيد نني لم افقد الأمل في ان تترجم، كتاباتي، في يوم ما من الأيام، للخيول التي سجنت في المتاحف، أو في ساحات اللعب الكبرى، أو التي وضعت في المتنزهات، أو في بعض منعطفات الطرق. وهذا كلام لم اقصد منه السخرية، أو التظاهر بحب الفكاهة، بل ان هذا، وعلى مدى ربع القرن الماضي، أوقعني في مشاكل، ونوادر استهدفت سذاجتي، إلا أنني صمدت بعناد ممتاز ونادر، وفي سبيل المثال، لا توجد قوة ما في العالم باستطاعتها ان تغير حبي للخيول، حتى للتي رحلت قبل ملايين السنين، أو حتى للخيول التي لم تولد بعد، أو التي لن تولد أبدا ً! وأنا أتقلب، يسارا ً ويمينا ً، تحت الغطاء الصوفي، أحسست بأنفاس ساخنة كادت تلامس وجهي، فكدت اصرخ، لكن الخوف الذي انتابني جمدني، حتى حسبت ان الحصان الأبيض الذي شاهدته في الحديقة، هو الآخر، تجمد من الرعب، لكنني لم أكن أنا السبب في الحالات كلها. رفعت رأسي، قليلا ً قليلا ً، كي أشاهد الحصان يقف أمامي، وقد تجمد، كما رأيته في المرة الأولى، في الحديقة. ترى كيف دخل، والباب موصد، وشبابيك البيت مغلقة، ولا يمكن لحصان ان يدخل منها..؟ تساءلت: أتراه ينتمي إلى عالم الأشباح ..؟ ثم ألا يعلم أنني رجل مريض، ومرهق، حد الإعياء، ثم ماذا تراه يريد مني ..؟ لكن الحصان تكلم، وأنا لا أكاد اصدق، وهو يدعوني لإجراء حوار معه..! ـ "معك، معك أنت ...؟" لا اعرف ماذا حدث، بعد تلك اللحظات، لكنني عندما استيقظت، صباحا ً، اكتشفت أنني كنت قد أجريت حوارا ً معه، وبخط واضح، دون ان اشطب كلمة واحدة، وثمة صورة مرسومة بإتقان له، بيد انه كان لا يكف فيها عن الحركة أبدا ً! مجلة"حراس الوطن" 2/11/1986
إضاءة -الغباء الأمريكي والتسويف العراقي !!!-حامد كعيد الجبوري
إضاءة
الغباء الأمريكي والتسويف العراقي !!!
صباح يوم 7 / 11 / 2012 م وبالتوقيت العراقي أعلنت نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية بتجديد ولاية السيد ( أوباما ) ، لم أصدق الخبر وأنا أستمع لخطبة مرشح الحزب الجمهوري الخاسر ( ميت رومني ) الذي هنأ رئيسه ( أوباما ) بولايته الجديدة ، عجبت لهذا الغباء الأمريكي المستشري كسرطان لا علاج له ، كنت أتوقع أن يلجأ ( رومني ) الخاسر الى الأعلام ، ويطالب بعد الأصوات يدويا وبأشراف من حزبه أو من أقاربه أو من مواليه ، وينتظر لمدة شهر أو أكثر وبعد أن تعلن النتائج يشكك في مفوضية الانتخابات ، ويدعي عدم نزاهتها ، أو يقول أن المفوضية كل افرادها من حزب معين وذاك الحزب على خلاف مع حزبه طائفيا أو عرقيا ، وبذلك يؤخر إعلان النتائج ريثما يحسم أمره لشئ ما في داخله ، أو يقدم أوراقه الثبوتية المزورة عن المرشح المنافس ، وبالمقابل فالمرشح الخصم يعيد نفس التهم الموجهة له ، وبعد حين من الزمن ، وبتدخل أطراف سياسية منتفعة يصار الى المحكمة الاتحادية العليا لتبت في ذلك ، ولأن المحكمة الاتحادية الأمريكية شكلت بموجب ( تحاصص ) طائفي وعرقي وحزبي فسوف تسوّف النتيجة لصالح ( أوباما ) ويبقى في سدة الحكم لدورتين ، وأن شاء لدورة ثالثة ورابعة وصولا لحفيد ( أوباما ) الأبيض ، وشئ آخر لفت نظري بخطبة النصر التي ألقاها الرئيس الأمريكي الفائز ( أوباما ) وهي ، وصول حشود من الشعراء والفنانين للساحة المخصصة لإلقاء خطبة الرئيس الفائز ، ولمباركتة عبر وسائل الأعلام المقروءة والمرئية والمسموعة ، وشاهدت أفواجا من العشائر الأمريكية العربية الأصيلة وهي ( تردح ) أمام قائدها ( الأوبامي ) ، وتهز عقالها العربي المصنوع في الصين الشعبية مرددة ( بالروح بالدم نفديك أوباما ) ، وأفواجا أخرى يسمونها في أمريكا ( أفواج الإسناد ) يقودها رؤساء العشائر الأمريكية السود وهي تحمل بنادقها وبيارقها الملونة متآزرة مع أفواج ( الصحوات ) الأمريكية ( هازجة ) بصوت مبحوح ( العزيز أنت ) ، وتابعت الفضائية العراقية ليلة الانتخابات الأمريكية ليلة 7 / 11 ، و التي اهتمت أي اهتمام بهذا الانتخاب الأمريكي العراقي المبين ، اتصالات مع ساسة لا يعرفون من السياسة إلا ملأ البطون والأكياس ، ولا يحسنون إلا عمليات غسيل الفضائح والأموال المسروقة من خزائن الفقراء المساكين من الشعب المبتلى ، لله درك يا عراق ، وأن الغد الديمقراطي العراقي لناظره قريب ، ولا أشك بذلك ، للإضاءة ..... فقط .
صباح يوم 7 / 11 / 2012 م وبالتوقيت العراقي أعلنت نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية بتجديد ولاية السيد ( أوباما ) ، لم أصدق الخبر وأنا أستمع لخطبة مرشح الحزب الجمهوري الخاسر ( ميت رومني ) الذي هنأ رئيسه ( أوباما ) بولايته الجديدة ، عجبت لهذا الغباء الأمريكي المستشري كسرطان لا علاج له ، كنت أتوقع أن يلجأ ( رومني ) الخاسر الى الأعلام ، ويطالب بعد الأصوات يدويا وبأشراف من حزبه أو من أقاربه أو من مواليه ، وينتظر لمدة شهر أو أكثر وبعد أن تعلن النتائج يشكك في مفوضية الانتخابات ، ويدعي عدم نزاهتها ، أو يقول أن المفوضية كل افرادها من حزب معين وذاك الحزب على خلاف مع حزبه طائفيا أو عرقيا ، وبذلك يؤخر إعلان النتائج ريثما يحسم أمره لشئ ما في داخله ، أو يقدم أوراقه الثبوتية المزورة عن المرشح المنافس ، وبالمقابل فالمرشح الخصم يعيد نفس التهم الموجهة له ، وبعد حين من الزمن ، وبتدخل أطراف سياسية منتفعة يصار الى المحكمة الاتحادية العليا لتبت في ذلك ، ولأن المحكمة الاتحادية الأمريكية شكلت بموجب ( تحاصص ) طائفي وعرقي وحزبي فسوف تسوّف النتيجة لصالح ( أوباما ) ويبقى في سدة الحكم لدورتين ، وأن شاء لدورة ثالثة ورابعة وصولا لحفيد ( أوباما ) الأبيض ، وشئ آخر لفت نظري بخطبة النصر التي ألقاها الرئيس الأمريكي الفائز ( أوباما ) وهي ، وصول حشود من الشعراء والفنانين للساحة المخصصة لإلقاء خطبة الرئيس الفائز ، ولمباركتة عبر وسائل الأعلام المقروءة والمرئية والمسموعة ، وشاهدت أفواجا من العشائر الأمريكية العربية الأصيلة وهي ( تردح ) أمام قائدها ( الأوبامي ) ، وتهز عقالها العربي المصنوع في الصين الشعبية مرددة ( بالروح بالدم نفديك أوباما ) ، وأفواجا أخرى يسمونها في أمريكا ( أفواج الإسناد ) يقودها رؤساء العشائر الأمريكية السود وهي تحمل بنادقها وبيارقها الملونة متآزرة مع أفواج ( الصحوات ) الأمريكية ( هازجة ) بصوت مبحوح ( العزيز أنت ) ، وتابعت الفضائية العراقية ليلة الانتخابات الأمريكية ليلة 7 / 11 ، و التي اهتمت أي اهتمام بهذا الانتخاب الأمريكي العراقي المبين ، اتصالات مع ساسة لا يعرفون من السياسة إلا ملأ البطون والأكياس ، ولا يحسنون إلا عمليات غسيل الفضائح والأموال المسروقة من خزائن الفقراء المساكين من الشعب المبتلى ، لله درك يا عراق ، وأن الغد الديمقراطي العراقي لناظره قريب ، ولا أشك بذلك ، للإضاءة ..... فقط .
الثلاثاء، 6 نوفمبر 2012
موسيقى الجسد الالماني مجموعة شعرية جديدة للشاعر نعيم عبد مهلهل
عن دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع2011 صدرت مجموعة شعرية للشاعر نعيم عبد مهلهل بعنوان موسيقى الجسد الالماني جاءت المجموعة ب156 صفحة.صدرها الشاعر بمقدمة عنونها الشاعر, اور ومرتفعات كلمنجارو,جاء فيها(هي البلاد التي حركت رمشها,فاتجه العالم اليها بالدبابات وخارت قواها مع اول قبلة امريكية,لتسهو بعد الف شهقة,وتسيح في طرقات الوهم أمنية أن تعود الحدائق تشتري الفستق من اسواق العشاق)
الاثنين، 5 نوفمبر 2012
ذاكرة الجسد بين التأثيث والتشفير.في رسوم ستار لقمان- د.شوقي الموسوي
ذاكرة الجسد بين التأثيث والتشفير
في رسوم ستار لقمان
ثمة تأثيث لذاكرة الجسد باتجاه موضوعة الانفعال في الرسم المعاصر في العراق ،أخذ يتنامي ويتمظهر في تجارب اليوم والأمس فأنتج تساؤلاته بحدود العملية الإبداعية..فهل يكون الفن هنا مجرد انفعال ؟؟ أم هو بمثابة صورة للانفعال ؟؟ وان كان صورة له كيف يصار الشكل عندما يقترح الفنان أجساده ذات الطابع الوجداني في صورة ؟ وعلى اي أسلوب يتبعه للامساك بلحظة الانفعال؟؟ مثل هكذا تساؤلات تجعلنا ان نتمسك بالحوار مع طاقات الانفعال الآخر الخاص بالمتلقي الذي يأتي لحظة فعل القراءة .. فقد ظهرت العديد من التجارب الفنية العراقية على الساحة التشكيلية المعتمدة على ذاكرة المكان ومافيها من لحظات وجدانية تحتفل بالواقع والإنسان ..وما تجارب الفنان ستار لُـقمان الا تأكيداً على ذلك ؛ كونه قد اهتم بموضعة المشاعر الإنسانية العميقة وحالات الوجد والهيام وصور الانفعال في أغلب أشكاله ذات الطابع الموضوعي الاجتماعي بالرغم من تمظهر بعض أعماله المتقدمة بشيء من عاطفة الفنان الشخصية التي تبتعد عن صورة الانفعال لصالح الانفعال نفسه .
صورة الوجدان بين الواقعي والمتخيل:
احتفل الرسم المعاصر في العراق عبر تمرحلاته الفنية بصورة الانفعال الذي نجده مختلف تماماً عن الانفعال نفسه ؛ بمعنى ان الانفعال (الوجدان) قد تحول بفعل الرسم إلى صورة فنية تمتلك شيئاً من الشفافية العالية التي تمكن الفنان العراقي بشكلٍ عام والرسام ستار لقمان بشكلٍ خاص دخول المناطق العميقة في الذاكرة الجمعية الخاصة بالتلقي .. ستار لقمان بهذه الأعماق أهتم بالبحث عن طبيعة صورة الانفعال باعتبارها تتمسك بآليات التعبير والتسطيح الى حدٍ ما على حساب التمثيل او التوصيف المباشر ...؛ حيث وجدنا أشكاله الواقعية الجديدة تتمسك باظهار صورة الانفعال نفسه كما هو متواجد في رسوماته المتأخرة والمشتغلة على مفهوم التعبير ، من أجل تأكيد الفردانية ومن ثم تكثيف مشاهده التصويرية المحتفلة بالجسد الانثوي بمفردات فلكلورية بسيطة ترفض التغيير المابعد الحداثوي لصالح التعبير .ان اغلب مفرداته التشكيلية (الامرأة- الطفل- الرجل- الديك- الفانوس- البساط الشعبي – الشناشيل – آلة العود- العباءة- الزي البغدادي- الشمعة- القارب – الهلال ....) جاءت بمثابة تأثيث وتعبير عن صورة الوجدان وإظهاره إلى حيز الموضوعية .. ليصبح الفن هنا تعبير عن الواقع ؛ اذا مااعتبرنا ان الانفعال يتحول الى صورة فيصبح انفعالا يمكن تأمله – على حد قول كروتشة – أو ربما يُصار الفن مجرد لغة تعبر عن الانفعالات ولكننا نلحظ ان بعض أعمال الفن تقترب لان تكون تجارب وجدانية تنتج الجمال من نظر ارسطية التي أكدت على ان النفس حين تمر بتجربة انفعالية في الفن يحدث لها تطهير ، ينتج عنها اتزان وسلام باطني يثير في ذهن المتلقي الاتصال الجمالي .
السرد بين التمثيل والتبسيط :
اهتمت تجربة الفنان ستار لقمان بالإمساك بلحظة التعبير عن صورة الحدث (القصة) وليس مجرد تمثيل له ، بحيث وجدنا إن أعماله في فترة السبعينيات والثمانينيات تقترب من الذاتية التي أصبحت حينذاك تحتفل بتقديم السير الذاتية وفق آليات السرد الحكائي المباشر إلى حد ما الذي يقنن أحداث المشهد التصويرية .. بينما في أغلب أعماله المتأخرة والجديدة – معرضه الثالث على قاعة أكد 2009 - لم نجدها مجرد تعبير عن الذات بل كانت بمثابة تقديم صورة تعبيرية للانفعالات والصور الوجدانية المستحضرة من الذاكرة البكرية والتي يحيلها الفنان بفعل أسلوبه الواقعي التعبيري إلى حقائق موضوعية قابلة للتأمل والإدراك ومن ثم الانفتاح على الآخر . فالرسام هنا يركز على صورة الانفعال التي تساعده في اقتراح أشكاله ليكون بمثابة صانع يصوغ أفكارنا عن التجارب الباطنية مثل الكلام الذي نجدهُ يصوغ أفكارنا عن العالم المرئي لحظة فعل الكلام
الفنان وذاكرة المدينة :
احتفلت ذاكرة الرسام ستار البصرية بالعديد من أمكنة مدينته القديمة (بغداد) وماتحمله من إرث حضاري وتراثي ومعاصر .. وقيم اجتماعية وثقافية وتقاليد وطقوس احتفالية مازالت حاضرة في الذاكرة ..تستحضر لنا أشكالاً ومفردات تذكرنا بالواقع الشعبي البغدادي المحتفل بالمرموزات (البطولة- المحبة- العطاء- الخير- الحلم- الزهو- العشق- الحياة ...) والدلالات التي تحيل ذهن التلقي الى أحداث الزمن الماضي الجميل المحتفض بالأصالة والتراث بأسلوب بانورامي احتفالي ضمن عنوانات لوحاته (ليلة العرس- الفرح- العاشقان- امرأة تتأمل- الحالمة- خضر الياس- صياد السمك- شناشيل بغدادية- الراقصة- أم العباية- مربي الحمام- فتاتان من بغداد ...) التي تسرد الحياة البغدادية ، لتصبح المدينة وحكاياتها صورة فنية ديناميكية معبرة ترتبط بالحياة ، تنبع منها للوصول الى مستويات جديدة في المعنى وفق الأسلوب الواقعية التعبيرية الممتليء بايماءات الجسد الإنساني (الامرأة والرجل) وبمساحات لونية صريحة (الأحمر والأزرق والبني) التي تحتضن مشاهده التصويرية بجانب أشكاله التراثية (القارب- الفانوس- النهر- البساط- العباءة- العصفورية- الشمعة- الظفيرة- اللالة- الدف ...) .
صورة الجسد الانثوي والتراث:
تواجدت موضوعة الجسد في أغلب مشاهد الفنان لقمان التصويرية ،بل وقد أصبحت المهيمنة الدلالية على بقية الأشكال ان لم نقل جميعها ؛باعتبار ان الفنان قد ركز في فنه على النزعة الإنسانية ... فالجسد – الأنثوي على وجه الخصوص- وبمختلف توصيفاته وعنواناته (الحالمة- العاشقة- الغيورة- الأم- الأخت- الحبيبة- الراقصة- الفلاحة- العاملة ...) نجده محمّل بمضامين إنسانية ذي رسائل تواصلية تقدم الى المتلقي على شكل شيفرات وايماءات لأدراك الوجدان والجمال في صور قابلة للتأمل والحوار ..فالمتلقي سوف يلتقط الجمال كصورة معبرة نابعة من فعل الانسجام المتواجد بين العناصر التكوينية فضلاً عن تفاعلية العلاقات التصميمية للمشهد ككل وبخاصة في الوحدة في التنوع ..وبالتالي يبث الجسد الأنثوي المتوشح بالتراث البغدادي في كل المرات للمتلقي قبسُ من اللذة والدهشة (المتعة الجمالية) الذي يمنحنا شيئا من الصدق في التفكير والتأثيث الذي نستشعره قبل الدخول في التجربة الجمالية .ان ذاكرة الجسد في رسوما ت الفنان ستار لقمان تولد في ذاكرتنا البكرية لحظة فعل القراءة مشاعر وانفعالات ذات معانٍ انسانية تعطي للمشهد قيمة جمالية وثقافية تمنح التجربة الوجدانية شيء من الجمال .
صورة الوجدان بين الواقعي والمتخيل:
احتفل الرسم المعاصر في العراق عبر تمرحلاته الفنية بصورة الانفعال الذي نجده مختلف تماماً عن الانفعال نفسه ؛ بمعنى ان الانفعال (الوجدان) قد تحول بفعل الرسم إلى صورة فنية تمتلك شيئاً من الشفافية العالية التي تمكن الفنان العراقي بشكلٍ عام والرسام ستار لقمان بشكلٍ خاص دخول المناطق العميقة في الذاكرة الجمعية الخاصة بالتلقي .. ستار لقمان بهذه الأعماق أهتم بالبحث عن طبيعة صورة الانفعال باعتبارها تتمسك بآليات التعبير والتسطيح الى حدٍ ما على حساب التمثيل او التوصيف المباشر ...؛ حيث وجدنا أشكاله الواقعية الجديدة تتمسك باظهار صورة الانفعال نفسه كما هو متواجد في رسوماته المتأخرة والمشتغلة على مفهوم التعبير ، من أجل تأكيد الفردانية ومن ثم تكثيف مشاهده التصويرية المحتفلة بالجسد الانثوي بمفردات فلكلورية بسيطة ترفض التغيير المابعد الحداثوي لصالح التعبير .ان اغلب مفرداته التشكيلية (الامرأة- الطفل- الرجل- الديك- الفانوس- البساط الشعبي – الشناشيل – آلة العود- العباءة- الزي البغدادي- الشمعة- القارب – الهلال ....) جاءت بمثابة تأثيث وتعبير عن صورة الوجدان وإظهاره إلى حيز الموضوعية .. ليصبح الفن هنا تعبير عن الواقع ؛ اذا مااعتبرنا ان الانفعال يتحول الى صورة فيصبح انفعالا يمكن تأمله – على حد قول كروتشة – أو ربما يُصار الفن مجرد لغة تعبر عن الانفعالات ولكننا نلحظ ان بعض أعمال الفن تقترب لان تكون تجارب وجدانية تنتج الجمال من نظر ارسطية التي أكدت على ان النفس حين تمر بتجربة انفعالية في الفن يحدث لها تطهير ، ينتج عنها اتزان وسلام باطني يثير في ذهن المتلقي الاتصال الجمالي .
السرد بين التمثيل والتبسيط :
اهتمت تجربة الفنان ستار لقمان بالإمساك بلحظة التعبير عن صورة الحدث (القصة) وليس مجرد تمثيل له ، بحيث وجدنا إن أعماله في فترة السبعينيات والثمانينيات تقترب من الذاتية التي أصبحت حينذاك تحتفل بتقديم السير الذاتية وفق آليات السرد الحكائي المباشر إلى حد ما الذي يقنن أحداث المشهد التصويرية .. بينما في أغلب أعماله المتأخرة والجديدة – معرضه الثالث على قاعة أكد 2009 - لم نجدها مجرد تعبير عن الذات بل كانت بمثابة تقديم صورة تعبيرية للانفعالات والصور الوجدانية المستحضرة من الذاكرة البكرية والتي يحيلها الفنان بفعل أسلوبه الواقعي التعبيري إلى حقائق موضوعية قابلة للتأمل والإدراك ومن ثم الانفتاح على الآخر . فالرسام هنا يركز على صورة الانفعال التي تساعده في اقتراح أشكاله ليكون بمثابة صانع يصوغ أفكارنا عن التجارب الباطنية مثل الكلام الذي نجدهُ يصوغ أفكارنا عن العالم المرئي لحظة فعل الكلام
الفنان وذاكرة المدينة :
احتفلت ذاكرة الرسام ستار البصرية بالعديد من أمكنة مدينته القديمة (بغداد) وماتحمله من إرث حضاري وتراثي ومعاصر .. وقيم اجتماعية وثقافية وتقاليد وطقوس احتفالية مازالت حاضرة في الذاكرة ..تستحضر لنا أشكالاً ومفردات تذكرنا بالواقع الشعبي البغدادي المحتفل بالمرموزات (البطولة- المحبة- العطاء- الخير- الحلم- الزهو- العشق- الحياة ...) والدلالات التي تحيل ذهن التلقي الى أحداث الزمن الماضي الجميل المحتفض بالأصالة والتراث بأسلوب بانورامي احتفالي ضمن عنوانات لوحاته (ليلة العرس- الفرح- العاشقان- امرأة تتأمل- الحالمة- خضر الياس- صياد السمك- شناشيل بغدادية- الراقصة- أم العباية- مربي الحمام- فتاتان من بغداد ...) التي تسرد الحياة البغدادية ، لتصبح المدينة وحكاياتها صورة فنية ديناميكية معبرة ترتبط بالحياة ، تنبع منها للوصول الى مستويات جديدة في المعنى وفق الأسلوب الواقعية التعبيرية الممتليء بايماءات الجسد الإنساني (الامرأة والرجل) وبمساحات لونية صريحة (الأحمر والأزرق والبني) التي تحتضن مشاهده التصويرية بجانب أشكاله التراثية (القارب- الفانوس- النهر- البساط- العباءة- العصفورية- الشمعة- الظفيرة- اللالة- الدف ...) .
صورة الجسد الانثوي والتراث:
تواجدت موضوعة الجسد في أغلب مشاهد الفنان لقمان التصويرية ،بل وقد أصبحت المهيمنة الدلالية على بقية الأشكال ان لم نقل جميعها ؛باعتبار ان الفنان قد ركز في فنه على النزعة الإنسانية ... فالجسد – الأنثوي على وجه الخصوص- وبمختلف توصيفاته وعنواناته (الحالمة- العاشقة- الغيورة- الأم- الأخت- الحبيبة- الراقصة- الفلاحة- العاملة ...) نجده محمّل بمضامين إنسانية ذي رسائل تواصلية تقدم الى المتلقي على شكل شيفرات وايماءات لأدراك الوجدان والجمال في صور قابلة للتأمل والحوار ..فالمتلقي سوف يلتقط الجمال كصورة معبرة نابعة من فعل الانسجام المتواجد بين العناصر التكوينية فضلاً عن تفاعلية العلاقات التصميمية للمشهد ككل وبخاصة في الوحدة في التنوع ..وبالتالي يبث الجسد الأنثوي المتوشح بالتراث البغدادي في كل المرات للمتلقي قبسُ من اللذة والدهشة (المتعة الجمالية) الذي يمنحنا شيئا من الصدق في التفكير والتأثيث الذي نستشعره قبل الدخول في التجربة الجمالية .ان ذاكرة الجسد في رسوما ت الفنان ستار لقمان تولد في ذاكرتنا البكرية لحظة فعل القراءة مشاعر وانفعالات ذات معانٍ انسانية تعطي للمشهد قيمة جمالية وثقافية تمنح التجربة الوجدانية شيء من الجمال .
نحاتون عراقيون.صالح القره غولي-عادل كامل
نحاتون عراقيون
صالح القره غولي
حداثة لا تتدحرج نحو المجهول لغز المعنى وأطياف النحت
بين أن يكون الجسد حيا ، أو ميتا ، مسافة تلمس بالبصر أو باليد .. ولكن .. قال الأستاذ صالح القره غولي ، قبل رحيله بأيام – في حوار معه – أن هذه المسافة ، على صعيد الرمز ، تأخذ مداها الأبعد .
ان حديثنا عن الموت ، لا يأتي ألا بعد ان تكون الحياة قد بلغت درجة الصفر . انه حديث الحياة الغائبة ، المؤجلة ، حيث يحسم الموت الكلام ويحولنا إلى كلمات ، والى رموز مغلقة ، أو لا تنفتح ألا وقد صار المستقبل ماضيا . كان الراحل صالح القره غولي ( 1933- 2003 ) خلال العقد الأخير في الأقل ، سكن فضاء الموت : فضاء الأسئلة وهي تولد أسئلة للامتداد ، وليس للحسم .. فهل هذه هي وظيفة النحت ..؟
قال القره غولي : - ( كلا ) متابعا: - ( النحت يتكلم كلامه المجسم :آفاق تبزغ بدلالات الحياة ) انه مادة الحلم .. فمنذ سنواته المبكرة ، عندما درس الفن من عام 1954 إلى عام 1960 في المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة في باريس ، بعد دراسته للنحت في بغداد وتعرفه على أستاذه جواد سليم عن كثب ، ترسخت لديه بعض أقدم المبادئ المتوازنة عند النحات العراقي القديم : البنائية . فالنحات لا يحذف . انه يعيد صياغة الخطاب بتكامل عناصر المعنى والتعبير .. وقد شاركته في كتابة دراسة خاصة بالنحت ، قبل عقد ، محورها ان فن النحت ، قال : لا يغادر المعتقد الكلي السائد والمتصل بالبيئة .
انه وليد وثبات يتحرك عبرها الزمن ، كما تتحرك الألغاز .
وفي مجال الحداثة ، لا ينفي القره غولي ، انها ليست وليدة التقاطع مع الطبيعة ، أو الامتداد ، أو الانعكاس ، أو حتى التعبير ( انها – أي الحداثة – صياغة الذي لم يصغ ألا بإضافة هذا الذي يبقى مستحيلا ) قلت له متسائلا : ما المستحيل ؟ يصمت الفنان بعض الوقت ، وهو الذي مارس تدريس الفن مدة عقود أربعة في معهد الفنون وفي أكاديمية الفنون الجميلة ، انه الذي لا يتكرر) بهذا الدافع صاغ النحات هدفه : المعنى . بيد ان هذا المعنى ، كما ورد في دليل المعرض ألتكريمي للفنانين الذين درسوا في فرنسا( ملغزا ) مثل شخصيته .. بيد أنها ملاحظة غامضة لأنها لا تفضي إلا إلى ضرورة إعادة تأمل إنجازات النحات ذاتها . فالمعنى لا يتحدد داخل أشكاله : انه يقفز ، أو يثب .. مثل منحوتاته حول ( الاهوار ) و ( الصحراء ) و ( المقاومة ): الأعمال التي تحافظ على هيكليتها ، كأنها لا تحدث فاصلاً بين المعبد والجسد ، أو بين السكن والساكن . فهو يدفع بالمعاني إلى مناطق الغياب : اللا مرئي وقد منح الرؤية شفافية التحدي ، وعزيمة المثابرة .
لا بد من تذكر ان دراسة الفنان كانت جادة ودقيقة في بغداد وباريس .. ففي بغداد تأمل عميقاً توجيهات جواد سليم وفائق حسن وجيل الرواد عامة ، وفي باريس تعرف على أساتذة بارزين مثل جانيو- وهو أستاذ جواد في باريس أيضاً – ودامبوز – وسوبيك – وفافارا – أو ديمو . مع أن مواهب النحات كانت كامنة في شخصية تمتلك البحث والحفر في ذاكرة النحت العراقي القديم ، وانتظار صقلها بتقنيات تقدر ان تفكر داخل توجهات التحديث في الرؤية الإبداعية ..
هكذا تكونت مجاميعه الفولاذية ، والحديدية وقد أستخدم فيها مختلف المواد المحيطية والبيئية ، مثل الوبر ، الصوف ، الكتان ، والقير .. .. .. فقد أعاد – بشكل من الأشكال – مفهوم ( البوب ) بحداثة متوازنة بعيداً عن الابتذال ، أو الفكاهة المرة .
هذا الاستخدام البنائي للخامات ، جعل الغرائبية تخص الطيف الذي يترك أثره بصعوبة بالغة . ثم ثيران أو نسوة غامضات أو كائنات خرافية لا تعرف أتحدق فينا أم صرنا – في إعادة بناء النص – نحن نرى أنفسنا فيها . فثمة تحطيم للمرايا .. قالباً مقولة جواد سليم حول الفن بصفته مرآة اجتماعية – يقول القرة غولي – المرآة وقد صارت تبُصر ..
بيد ان الأمل الذي لم يفقده ، حتى أخر أيامه ، ( رحل يوم 6/8/2003) يكمن في لا موت الفن . فمنذ ثبت ( هيغل ) الفيلسوف الألماني هذا الإنذار ، مروراً بميتات تتكرر عبر حداثات أوربا – حتى مقولات ما بعد موت الإنسان وبعد فوكو ودريدر – صار الأمل فناً يسكن المسافة الخفية بين المرسل والمتلقي : في النص وقد أنفتح درجة أنه يتطلب حساسية استثنائية توازي بحثنا عن الغائب . فمن الصعب ، عند غياب ( المعنى – غياب الهدف ) العثور على أقنعة تعويضية .
ان النحات صار يهدم الأقنعة ، يخربها ، ليعيد بناء الذي صار مستحيلاً . وقد تبدوا ثمة مثالية ما في هذا التحديث ، لكن إعادة تأمل نصوص ، ومقارنتها بكوارث خربت مدن وادي الرافدين التكرارية ، منذ أزمنة الطوفانات ، والتفكك الداخلي ، تجعل ( شقاء ) المعنى ، في آثاره كابوساً يخُفي لوعة لا توصف ..
فأعماله العملاقة في متحف الفنون في بغداد ، لم تسرق ( ماذا يفعلون بها لصوص الفن ؟ ) بل تعرضت للحرق ، والسحق ، والتخريب حد إيذاء الفولاذ والخامات الصلبة ، ألا أنها صمدت ، وحملت السر الذي كان لا يغيب عن ذاكرة النحات الرائد . لقد كنت أراه وهو يتأمل بقايا مشاريعه وكأنه يكتم حتمية الموت ولغزه . أنه كان يتكلم بصمت عميق عن مصير أخر يولد من عمق المجهول أو أنه كان يضيف لبنة أخرى الى البناء المتوحد بالزمن . كانت أعماله – قبل ان ينقذها عدد من طلابه وفي مقدمتهم النحات د. عبد الجبار النعيمي – ليسلمها الفنان قاسم سبتي بغية صياغتها وأعادتها إلى وضعها السابق – تحكي قصة هذا المعنى : الأمل : الطيف السومري الذي شغل القره غولي طويلاً . كان يتأمل بصمت لا يصير فيه الغائب غائباً أو حاضراً بالغياب ، ولا يصير اللا معنى معنى عبر جماليات الترف ، بل عبر تداخل المستحيلات وتجاورها : الموت وقد صارت الحياة لا تكف تولد عبر هذا الكفاح الشاق والمستحيل : لغز الدهشة وانبثاق ومضات تجعل الأفق قابل للرؤية ..
وربما لم يبح النحات ، حتى عندما رفض ان يصوّر فكيف بالكلام – باستحالة التقدم في الحياة ، لكي يكون الرحيل نزهة لا تتطلب الشقاء والكد ، أو جعل اللا مبالاة مطلباً صعباً ، ان يكون الرحيل رمزاً كامناً داخل نسيج مجسماته التي لها حق الصمت ، مثلما لها حق استنطاقنا أمام أسئلتها العنيدة .
صالح القره غولي
حداثة لا تتدحرج نحو المجهول لغز المعنى وأطياف النحت

ان حديثنا عن الموت ، لا يأتي ألا بعد ان تكون الحياة قد بلغت درجة الصفر . انه حديث الحياة الغائبة ، المؤجلة ، حيث يحسم الموت الكلام ويحولنا إلى كلمات ، والى رموز مغلقة ، أو لا تنفتح ألا وقد صار المستقبل ماضيا . كان الراحل صالح القره غولي ( 1933- 2003 ) خلال العقد الأخير في الأقل ، سكن فضاء الموت : فضاء الأسئلة وهي تولد أسئلة للامتداد ، وليس للحسم .. فهل هذه هي وظيفة النحت ..؟
قال القره غولي : - ( كلا ) متابعا: - ( النحت يتكلم كلامه المجسم :آفاق تبزغ بدلالات الحياة ) انه مادة الحلم .. فمنذ سنواته المبكرة ، عندما درس الفن من عام 1954 إلى عام 1960 في المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة في باريس ، بعد دراسته للنحت في بغداد وتعرفه على أستاذه جواد سليم عن كثب ، ترسخت لديه بعض أقدم المبادئ المتوازنة عند النحات العراقي القديم : البنائية . فالنحات لا يحذف . انه يعيد صياغة الخطاب بتكامل عناصر المعنى والتعبير .. وقد شاركته في كتابة دراسة خاصة بالنحت ، قبل عقد ، محورها ان فن النحت ، قال : لا يغادر المعتقد الكلي السائد والمتصل بالبيئة .
انه وليد وثبات يتحرك عبرها الزمن ، كما تتحرك الألغاز .
وفي مجال الحداثة ، لا ينفي القره غولي ، انها ليست وليدة التقاطع مع الطبيعة ، أو الامتداد ، أو الانعكاس ، أو حتى التعبير ( انها – أي الحداثة – صياغة الذي لم يصغ ألا بإضافة هذا الذي يبقى مستحيلا ) قلت له متسائلا : ما المستحيل ؟ يصمت الفنان بعض الوقت ، وهو الذي مارس تدريس الفن مدة عقود أربعة في معهد الفنون وفي أكاديمية الفنون الجميلة ، انه الذي لا يتكرر) بهذا الدافع صاغ النحات هدفه : المعنى . بيد ان هذا المعنى ، كما ورد في دليل المعرض ألتكريمي للفنانين الذين درسوا في فرنسا( ملغزا ) مثل شخصيته .. بيد أنها ملاحظة غامضة لأنها لا تفضي إلا إلى ضرورة إعادة تأمل إنجازات النحات ذاتها . فالمعنى لا يتحدد داخل أشكاله : انه يقفز ، أو يثب .. مثل منحوتاته حول ( الاهوار ) و ( الصحراء ) و ( المقاومة ): الأعمال التي تحافظ على هيكليتها ، كأنها لا تحدث فاصلاً بين المعبد والجسد ، أو بين السكن والساكن . فهو يدفع بالمعاني إلى مناطق الغياب : اللا مرئي وقد منح الرؤية شفافية التحدي ، وعزيمة المثابرة .
لا بد من تذكر ان دراسة الفنان كانت جادة ودقيقة في بغداد وباريس .. ففي بغداد تأمل عميقاً توجيهات جواد سليم وفائق حسن وجيل الرواد عامة ، وفي باريس تعرف على أساتذة بارزين مثل جانيو- وهو أستاذ جواد في باريس أيضاً – ودامبوز – وسوبيك – وفافارا – أو ديمو . مع أن مواهب النحات كانت كامنة في شخصية تمتلك البحث والحفر في ذاكرة النحت العراقي القديم ، وانتظار صقلها بتقنيات تقدر ان تفكر داخل توجهات التحديث في الرؤية الإبداعية ..
هكذا تكونت مجاميعه الفولاذية ، والحديدية وقد أستخدم فيها مختلف المواد المحيطية والبيئية ، مثل الوبر ، الصوف ، الكتان ، والقير .. .. .. فقد أعاد – بشكل من الأشكال – مفهوم ( البوب ) بحداثة متوازنة بعيداً عن الابتذال ، أو الفكاهة المرة .
هذا الاستخدام البنائي للخامات ، جعل الغرائبية تخص الطيف الذي يترك أثره بصعوبة بالغة . ثم ثيران أو نسوة غامضات أو كائنات خرافية لا تعرف أتحدق فينا أم صرنا – في إعادة بناء النص – نحن نرى أنفسنا فيها . فثمة تحطيم للمرايا .. قالباً مقولة جواد سليم حول الفن بصفته مرآة اجتماعية – يقول القرة غولي – المرآة وقد صارت تبُصر ..
بيد ان الأمل الذي لم يفقده ، حتى أخر أيامه ، ( رحل يوم 6/8/2003) يكمن في لا موت الفن . فمنذ ثبت ( هيغل ) الفيلسوف الألماني هذا الإنذار ، مروراً بميتات تتكرر عبر حداثات أوربا – حتى مقولات ما بعد موت الإنسان وبعد فوكو ودريدر – صار الأمل فناً يسكن المسافة الخفية بين المرسل والمتلقي : في النص وقد أنفتح درجة أنه يتطلب حساسية استثنائية توازي بحثنا عن الغائب . فمن الصعب ، عند غياب ( المعنى – غياب الهدف ) العثور على أقنعة تعويضية .
ان النحات صار يهدم الأقنعة ، يخربها ، ليعيد بناء الذي صار مستحيلاً . وقد تبدوا ثمة مثالية ما في هذا التحديث ، لكن إعادة تأمل نصوص ، ومقارنتها بكوارث خربت مدن وادي الرافدين التكرارية ، منذ أزمنة الطوفانات ، والتفكك الداخلي ، تجعل ( شقاء ) المعنى ، في آثاره كابوساً يخُفي لوعة لا توصف ..
فأعماله العملاقة في متحف الفنون في بغداد ، لم تسرق ( ماذا يفعلون بها لصوص الفن ؟ ) بل تعرضت للحرق ، والسحق ، والتخريب حد إيذاء الفولاذ والخامات الصلبة ، ألا أنها صمدت ، وحملت السر الذي كان لا يغيب عن ذاكرة النحات الرائد . لقد كنت أراه وهو يتأمل بقايا مشاريعه وكأنه يكتم حتمية الموت ولغزه . أنه كان يتكلم بصمت عميق عن مصير أخر يولد من عمق المجهول أو أنه كان يضيف لبنة أخرى الى البناء المتوحد بالزمن . كانت أعماله – قبل ان ينقذها عدد من طلابه وفي مقدمتهم النحات د. عبد الجبار النعيمي – ليسلمها الفنان قاسم سبتي بغية صياغتها وأعادتها إلى وضعها السابق – تحكي قصة هذا المعنى : الأمل : الطيف السومري الذي شغل القره غولي طويلاً . كان يتأمل بصمت لا يصير فيه الغائب غائباً أو حاضراً بالغياب ، ولا يصير اللا معنى معنى عبر جماليات الترف ، بل عبر تداخل المستحيلات وتجاورها : الموت وقد صارت الحياة لا تكف تولد عبر هذا الكفاح الشاق والمستحيل : لغز الدهشة وانبثاق ومضات تجعل الأفق قابل للرؤية ..
وربما لم يبح النحات ، حتى عندما رفض ان يصوّر فكيف بالكلام – باستحالة التقدم في الحياة ، لكي يكون الرحيل نزهة لا تتطلب الشقاء والكد ، أو جعل اللا مبالاة مطلباً صعباً ، ان يكون الرحيل رمزاً كامناً داخل نسيج مجسماته التي لها حق الصمت ، مثلما لها حق استنطاقنا أمام أسئلتها العنيدة .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)