بحث هذه المدونة الإلكترونية

مرات مشاهدة الصفحة في الشهر الماضي

الجمعة، 12 نوفمبر 2010

شيراز-شعر بو زيد حرز الله-اللوحة-غالب المسعودي



شيــــــــــــــــــراز
لشيراز أمنح ما يعجز البحر عن شرحه
للنوارس منسابة في السماء.
لشيراز أعقل كل الفصول
لشيراز أوقد هذا الفضاء.
=======
لشيرازأدعو الخيول
جميع الخيول الى يدها وأقول لها لا تحطي رحالك
حتى أراها هنالك
ترمقها سدرة المنتهـــــــــــــــــــــــــى.
=======
يا القصيدة هل تقرئين التي سكنتني
وما فتئت تطعم الروح بالشهد والامنيات.
لشيراز تصمت كل الطيور
وتنصت ..ترقص من وقع ضحكتها الأغنيات.
=======
لكم أيها الشعراء قصائدكم،
لي شيراز تبعثرني في الحروف
ويجمعني طيفها في شتاتي.
لشيراز أحتبس الزمن المتهالك في خطواتي.
=======
لشيراز وجه المسرة والاخضرار،
لشيراز وجه المحبة والارتواء.
لشيراز دفق الجداول.. صوت العنادل.. خصب السنابل..
رحمة من في السماء.
========
لأنك يا طفلتي فوق ما يتصوره اللفظ
أكثر مما تراه المعاني.
لأنك شيراز
ذلك يكفي
لأطفي أعاصير هذا الزمان.
=======
أحبك في همس فيروز
يرشف قهوتنا في الصباحات،،
يغرقنا في الفرح.
أحبك شيراز .. مدي لي الناي..غني..
أعيدي الى البيت قوس قزح.
شعر بوزيد حرزالله
الجزائر 2 اكتوبر 2010‬‬

المحبة-محمد الفرطوسي



المحبة
لمن هب
هبوب السنين
يضرج برحيق الاغاني
اديم سطوعنا

المحبة
لمن دب
دبيب الحنين
كي يزرع سنابل عشقه
في كوة الوقت
فتولد
قمحة لسطوعنا

المحبة

لمن صب رحيق الدقائق
ناظرا منتظرا
ان تجيء الشموس
بسطوعه المنتظر
الى ساقية
سطوعنا

المحبة لسلمان الكبير
ولروحه
وللرحم المقدس
بالمياه الجليلة

المحبة لبغداد
والحقيقة
والقصيدة

المحبة للحياة

في البدء كانت تراتيلك-عبير عبد العزيز-تخطيط-غالب المسعودي



‫في البدء كانت تراتيلك‬

في البدء
...كانت تراتيلك
تُتلًى بخشوع و دأب
...شدتني حتى اعتنقتك

.... فلما أعتنقتك و صرت
على دينك
تطرفت فيك واعتزلت
و اكتفيت من دنياي
أن عشقتك

قرابيني
كل يوم في
هواك أقدمها
...روح صائمة
قلب ذبيح
أيام في أيامك تعتكف
...و عمر ساجد
ثمنا لقربك

فيك أرابط
و لعينيك أجاهد
و أغزو الليالي
و أرجو حسنييك
يا أرقي الرابض على
تخومه مستبسلا
ما أرخص بَذلِك

فهل ترضى
هل تصطفيني ..
هل تدنيني منك زلفى
... أم أظل
على قمم أعرافك
أرجو رضاك
و أتعوذ من غضبك‬

الخميس، 11 نوفمبر 2010

صباح العزاوي وصورة يوسف-ضياء الخالدي-اللوحة -غالب المسعودي


صباح العزاوي وصورة يوسف


ضياء الخالدي
...........

في تلك الظهيرة، المرمية في خزانة الذاكرة قبل ثلاث سنوات، كان الشاعر صباح العزاوي يسير بجسده الرخو حيث المقهى في باب المعظم، يحمل بيديه رواية " صورة يوسف " للروائي نجم والي، وقد توسخ غلافها بسبب الحرارة والعرق، وربما سقطت الرواية من يد صباح اكثر من مرة، فجسده كان يمتص خمرة ارادها ان تكون مستمرة في ذلك النهار. القى التحية علينا بصوت مبحوح، وجلس منفردا، وراحت عيناه، تتابعان مروحة المقهى الخارجية، وهي تدور بصعوبة، لان ريشاتها الثلاث كانت معوجة، والتي جعلت العزاوي يطلق ابتسامة تجاهها، ويتمتم بمفردات لم يصل الينا معناها. لكننا حدسنا، او هذا ما استنتجناه، ان التمتمة، كانت رثاء لحالة عراقية مستمرة.

حين يحمل صباح كتبا بيده، فهذا يعني انه ثمل بالكامل. صورة تؤكدها كمية المال في جيبه، فخلاف ذلك، نشاهده بلا كتب، وقريبا من صحبتنا وحديثنا المجتر يوميا عن احوال البلاد. تلك الظهيرة التموزية لم يستكن صباح لتخوت المقهى، ولا لمناقشاتنا، ولم تغره نكتة جنسية ليلقيها على مسامعنا. بل كان ينهض كل عشر دقائق تقريبا، ويذهب حيث بناية المرافق الصحية العامة، ليشرب جرعه من سائله الشفاف خلفها، وكانت رواية " صورة يوسف " كل فترة تستقر في يدي، او يد احد الاصدقاء. نقلبها سريعا، نقرأ سردا او حوارا، ليعود العزاوي مبتسما او متجهما، وحسب ما شاهده في وجوه السابلة اثناء تلك المسافة التي تقدر بخمسين مترا، ليأخذ الرواية منا، ويطرحها على التخت بجانبه.

ظهيرة قائضة، ولهيب عراقي بامتياز، واجساد تختبئ في ظل مقهى، تخثرت فيه ملامحنا وثرثراتنا، وانتشرت في فضائه رائحة خمرة العزاوي، الذي كان يضحك لوحده، وحين يلتقي بصرنا ببصره، يعتقل البسمة، ويستبدلها بتقطيبة حادة تليق بصوت مولدة المقهى الصغيرة. ننده عليه ليجلس معنا، لكنه يرفض، ويضع اصبعه الاسمر على شفتيه، كانه يريد منا الصمت لاننا في نهار اشبه بالموقد.

كان صباح غير معني بالسجال السياسي الذي ننغمر فيه، وهو محق، فما معنى ان ندور حول فكرة او توقعات تخص سياسيينا، والحدث يصنع في الخارج، او يصنع داخل الطائفة والتاريخ؟ كل ذلك لخصه صباح لنا ببصقة على الارض، وببحة اقتربت منا، وبمشاهدة غلاف رواية " صورة يوسف " التي استقرت بيدي للمرة الثالثة، وغياب خلف بناية المرافق الصحية النتنة.

يوسف، هو العراقي في كل مكان، ذلك الانسان الموجوع، والباحث عن السر العظيم في ملكوت هذه الارض، التي دأبت عبر تاريخها ان تعاقب ابناءها دائما، ولاسباب مجهولة، او تافهة. نجم والي اوصل لنا حكايته، وقرأناها، ووكذلك العزاوي وحكايته المنفلتة عن اي اطار، زودتنا بانطباع ان قطار برلين – هامبورغ ليس وحده من يطلق الافكار لكتابة نص جيد، وانما صيف بغداد الرهيب، ومقاهييه الخارجية، يمكن لهما ان يزرعا صورة انسان اكلت الحروب عالمه، ولم يجد الا بناية الفضلات العامة كحانة ينطلق منها لاكتشاف المدينة...

مضت فترة جرعة الخمر ولم يات العزاوي. نصف ساعة، والاصدقاء ذهبوا. طلبت استكان شاي جديد، واصابعي تقلب صفحات الرواية. تذكرت نجم والي وهو يعيش في المانيا، وتخيلت المكان الذي كتبت فيه الرواية. قد يكون في احد المقاهي الهادئة، واللابتوب على الطاولة، وقربه فنجان القهوة، وصورة صباح بجسده المنهك، الذي يقسم نهاره العراقي ما بين سطور " صورة يوسف " وما بين قنينة الجن، فعرفت كمية الالم الحقيقية التي نحملها.

لم يعد العزاوي. ربما شاهد امرأة جميلة مرقت من امامه فتبعها، متيقنا انها خير زاد لاحلام يقظته، ونسي الرواية ومؤلفها، ليتركني استمتع بها طيلة الطريق المؤدي لكركوك، فالرحلة لمدينة النار تستوجب رواية كهذه، ولا اعلم، ان الايام التي تلي تلك الظهيرة، ستمنعني من ارجاع هذه الرواية إلى صاحبها. الرواية في رفوف مكتبتي الان، وكلما شاهدتها تظهر قسمات العزاوي المحتقنة بالف سؤال، وتتلاشى صورة نجم والي تماما، كأن صباح هو مؤلفها الحقيقي.

*******************
ضياء الخالدي

مواليد بغداد 1975

صدرت لي رواية عن دار الشؤون الثقافية / بغداد بعنوان " يحدث في البلاد السعيدة " عام 2006

الأحد، 7 نوفمبر 2010

القناع-د.غالب المسعودي


القناع
بعيدا عن فلم القناع من بطولة جيم كاري الذي يحكي قصة رجل فقير وغير واثق من نفسه ثم يعثر على على قناع يغير له حياته لكنه في النهاية يتخلص منه ويعيش قصة حب,هذه البداية تسلط الضوء على استعمال القناع في الحياة اليومية ودلالاته,تلبس الاقنعة للتخويف والتنكر او التمثيل ولكن الاحتيال وتعدد الاقنعة هي التي تسقط الممالك وامجادها الطموحة.وبالرغم من ذلك هناك قيم لارتداء القناع ومن ضمنها الشرف,العائلة التقاليد كما ورد في مسرح المصارعة المقنعة,وقد اورد الكاتب نبيل فياض كيف تفضي التيارات القومية الى توجهات اصولية رجعية ترتدي اقنعة وطنية كاذبة,فبعض النصوص الاغريقية تتحدث بشيء من الغموض عن القناع الذي تتقمصه الاضحية البشرية التي تقدمها مجموعة ما الى الالهة,فهم يتفقون على ضرورة تقديم الاضحية ولكنهم يختلفون حول اختيار الضحية وللتوصل الى تفسير ذلك لابد من قلب تسلسل الاحداث,العنف ياتي في البداية,الاضحية تاتي بعد ذلك وهي تخفي وتقنع ما يبرر العنف لذا الاضحية تجد جذورها في العنف النهائي الذي يصبح قربانيا وبذا يضع حدا للخلاف لان العنف الطقوسي لا يجد في مواجهته اي خصم.
ان عبادة الناس موجهة الى اللاعنف من خلال العنف الذي يرعبهم ولكنهم يعبدون العنف بصفته القدرة التي تمنحهم السلام الذي يعود وكانه هبة العنف لانهم عاجزين عن الاتفاق ما لم يتم على حساب شخص ثالث.
في كتاب العزلة للبشتي يتحدث عن فساد السلاطين في زمانه وذكر من اسبابه انهم يغرهم المدح وبذا يحجبون الحق بقناع المدح وطبقا لهذا المنهج يبتعدون عن العقلية المحللة والشخصية متعددة الابعاد ذات وعي نقدي قادر على خوض اكثر من مجال.
لقد اشتهر(محمد بن عميرة بن ابي شمربن فرعان بن قيس بن الاسود عبد الله الكندي)بقناع واحد كان يضعه خشية ان تصيبه العين بسبب جماله الفائق,فاكتسب لقب المقنع فما بالكم باللذين تعددت اقنعتهم لدرجة ان الحب وضعوا له اقنعة,لكن اكثر الاقنعة ايلاما هو القناع الاخير.
د.غالب المسعودي