بحث هذه المدونة الإلكترونية

مرات مشاهدة الصفحة في الشهر الماضي

السبت، 29 مايو 2010

الفنان كامل الموسوي في حواره السومري-بفلم الفنان عادل كامل


في حواره السومري كامل الموسوي وزمن الفن
قبل ثلاثين سنة او اكثر,كنت قد كتبت,ان فنه يؤكد مغزى الواقعية المحورة..وان تجارب كامل الموسوي-1947,الناصرية-زاخرة بطاقات متعددة تتجاوز الاسلوب الواحد...ولا تبحث الاعن امتداد من الخيال الداخلي نحو العالم,واليوم يقدم تجربة فنية..يؤكد فيها ان اختياره لفن الرسم,لها مغزاها في الخطاب الفني-الثقافي.فقد استمر الموسوي يرسم في داخل امبراطورية اخترعها لنفسه منذ اوائل الستينات,كان مولعا بالطبيعة,وتصوير الناس..ولكنه كان يرى الاشياء بصورة مختلفة...فقد راح يصمم لوحاته استنادا الى لغة داخلية مشحونة بالرموز والاشارات والعلامات..وهي لغة متوحدة بذاكرته وكيانه.وصاغ ذلك بحوار اسماه(حوار سومري)ولكن بخطاب معاصر.

عادل كامل
    

الجمعة، 28 مايو 2010

عناقات المودوفار مزيج من الحياة والفن-ترجمة د علي عبد الامير صالح


عناقات ألمودوفار مزيج من الحياة والفن



دواني دوديك

ترجمة علي عبد الأمير صالح



استغرق العمل في فيلم المخرج الإسباني ألمودوفار ثماني عشرة سنة ً ، إذا قيض لك أن تتلاعب بالأرقام بحرية وبسرعة .

بنيلوب كروز التي لعبت دور ممثلة في علاقة ٍ غرامية ٍ محكوم عليها بالإخفاق كانت قد إلتقت ألمودوفار حين كانت في ربيعها الثامن عشر .

" أصبحنا صديقين منذ البداية " ، قالت كروز في حوار ٍ أجري معها في الأيام الأخيرة من السنة الماضية ( 2009 ) في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي .

" تقاسمنا قدرا ً كبيرا ً من حياتينا . إنني أعده واحدا ً من أقرب الأصدقاء إلى نفسي " ، هذا ما قالته الممثلة الإسبانية ( من مواليد 28 نيسان 1974 ) التي مثلت حتى الآن أربعة أفلام سينمائية للمخرج ألمودوفار .

ويلعب النجم السنمائي لويس هومار ( 51 عاما ً ) والذي شاركها التمثيل في فيلم ( عناقات محطمة ) دور المخرج على مدى زمن ٍ طويل ، بضمنها تلك المدة التي كان فيها أصغر سنا ً من الآن بثمانية عشر عاما ً .

قال هومار في حوار منفصل : " حين قرأت ُ مخطوطة الفيلم ، جرى لي شيء يصعب عليّ تخيله .. أتذكر أنني قلت ُ لـ بيدرو : [ لماذا لا تجعلها أربعة عشر عاما ً ؟ ] "

بطبيعة الحال ، إنها محض مصادفة وملاحظة اعتباطية . إنما لأن ( عناقات محطمة ) يدور حول حلقة التغذية الإسترجاعية بين الحياة والفن ، وبما أن الفنان الذي أبدعه لم يكن هناك كي يتحدث عن نفسه ، يغدو ما له صلة بالموضوع لعبة ً ذات عشرين ــ أو ثمانية عشر ــ سؤالا ً ، مع نجوم الفيلم .

هومار شخص غاية في الهدوء حتى أنه يحب الحوارات الصحفية لأنها تساعده على فهم الكيفية التي تم فيها إدراك عمله السينمائي .

على الرغم من مسيرته الطويلة في المسرح ، السينما ، و التلفاز في إسبانيا ـــ أخرج هومار ومثل في إعمال معدة باللغة القشتالية لمسرحيات شكسبير ، ماميه ، موليير وإبسن ــ فهو غير معروف في أمريكا .

خلال الحوار مع بنيلوب كروز ، لم يكن ثمة رجل أو امرأة في الغرفة ، كانت الممثلة الإسبانية ترتدي بلوزتها الوردية السميكة ، تلبس كُما ً في كل مرة .

أن تكون معرّضة ً للمراقبة هو جزء من حياة كروز . وإن جزء السيرك من حياتها " يشبه فيلما ً من أفلام فيلليني " ، قالت كروز ، التي تلعب دور ممثلة مشاركة في المسرحية الموسيقية ( تسعة ) المعدة من فيلم فيلليني ( ثمانية ونصف ) .

وأضافت قائلة ً : " وماذا تفعلين بذلك ؟ هل أنت ِ جزء من ذلك السيرك ؟ أم أنك ِ تؤدين مهنتك ِ بأفضل ما تستطيعين وتحاولين أن تعيشي حياة ً طبيعية ً . "

كي تدرك الجانب السيركي من حياتها ، تقول كروز : " أقنعت ُ نفسي بأنني أحتاج إلى توازن أفضل من امتلاك وقت ٍ خاص بي بين الحقب الزمنية التي أقف فيها أمام الكاميرا . لهذا السبب فأنا لا أصنع أربعة أفلام في السنة الواحدة . مجرد فيلم واحد أو اثنين . لأنه شيء يورث الاستنزاف العاطفي . قد يحدث شيء ما . أنت ِ لا تستطيعين أن تعاملي نفسك كإنسان آلي ( روبوت ) وتتظاهرين بأن ذلك ليس له تأثير ثانوي . لأنه حقيقة ً ذو تأثير . "

يقول هومار : " كروز نجمة بالمعنى الجيد للكلمة . بالمعنى الحديث ، تمتلك هي شيئا ً لا تستطيعين أن تتعلميه في أي مكان أو في أي مدرسة. إما أن تتعلميه أو لا . أما هي فتمتلك هذا الشيء . إنها متواضعة جدا ً وجدية وتعمل بمثابرة ودأب . إنها تتطور دوما ً بوصفها إنسانة وفنانة . وإنها جادة جدا ً في ما يتعلق بالموهبة التي تمتاز بها . "

قالت كروز التي نالت إحدى جوائز الأوسكار إستنادا ً إلى إجلال ألمودوفار لفيلم وودي ألين " فيكي كرستينا برشلونة " ( الذي لعبت فيه كروز دور ماري إيلينا ، الزوجة السابقة لـ خافيير باردوم والمصابة بعدم الاستقرار النفسي ــ م . ) : " المخرجان كلاهما لا يختلف أحدهما عن الآخر . "

ألمودوفار " سريع الإدراك . أنت ِ لا تستطيعين أن تكذبي عليه . في التمثيل وخارجه . وإن حقيقة كوننا صديقين لا يعني أنه أقل صلابة ً أو صرامة ً . وأشعر بنفس إحساس الفراشات في المعدة حين أكون في المشهد السينمائي تحت أمرته . قلقي الأعظم هو أن أجعله يؤوب إلى منزله مخيب الأمل بعد يوم ٍ من التصوير بالكاميرا . أريد أن أجعله سعيدا ً وأن أعطي مائة بالمائة من قدراتي . "

بالمقارنة ، تقول بنيلوب ، ألين لا يدرب الممثل على أداء الدور ، وإنه " يهبك ِ قدرا ً هائلا ً من الحرية في مشاهد التمثيل . كلاهما فريد حقا ً . وإنه شيء عظيم لنا نحن الممثلين والممثلات أن نتعلم كل الطرق المختلفة كي نصل إلى المكان نفسه . "

بينما كان فيلم ( نهاية هوليوود ) لـ ألين ، عن مخرج سنمائي أعمى : كوميديا ، يأخذ ألمودوفار الفكرة نفسها في ( عناقات محطمة ) ، إلا أن عمله هذا يأتي بهيئة تراجيديا .

قال هومار إن تمثيل دور شخصية عُميت من جراء حادثة استغرق شهورا ً عديدة ً من التحضير الكثبف والدراسة على يد معلمين خصوصيين للعميان .

" إنما أكثر الأمور صعوبة ً على الإطلاق هو ... لغة العيون . لأنني كنت ُ أرى كل شيء . ويلزمني أن أعطي الانطباع بأنني لا أشاهد شيئا ً البتة . "

في وقت ٍ من الأوقات ، أمضى هومار يومه مغمض العينين . " ذهبت ُ إلى قاعة الألعاب الرياضية ، ومضيت ُ لتناول الغداء وكنت ُ أحتاج لمن يساعدني للذهاب إلى غرفة الحمام . وحين قصدت ُ دار السينما ، كان ثمة مرافق يشرح لي الصور المرئية على الشاشة . "

واستطرد هومار قائلا ً : " بالنسبة للشخصية السينمائية التي مثلتها وبالنسبة لـ ألمودوفار ، صناعة الأفلام هي أكثر الأشياء أهمية ً في حياتيهما . "

كان هومار يطلق على الفيلم الجديد تسمية إجلال ألمودوفار لـ " سينما الظلام " وفسر قائلا ً إن بنيته المؤلفة من ( فيلم داخل فيلم ) " وثيقة الصلة بسيرة المخرج الذاتية " .

وأضاف قائلا ً : " إن بعض الفنانين الكبار يحتاجون إلى صنع بورتريه ذاتي كي يراقبوا أنفسهم ، وبشكل ٍ من الأشكال ، أعتقد أن هذا الفيلم يملك كما ً كبيرا ً من هذا الأمر . إنه حول الكيفية التي يصنع فيها ألمودوفار الأفلام السينمائية . [ إنني أنجز كوميديا لكنني أحيا تراجيديا ] . كان بيدرو يشرح للآخرين ولنفسه ما يحدث له كإنسان . "


عن Journal Sentinel

عدد 14 كانون الثاني ( يناير ) 2010

تميمة كادت تودي بحياة رضيعة-بقلم د غالب المسعودي



تميمة كادت تودي بحياة رضيعة


الصور المرفقة حقيقية لكني لم اعرض الصور التي تثير النفرة مراعاة للبعض

يوم الخميس 27-5-2010 صباحا حوالي الساعة الحادية عشر وفي استشارية جراحة الوجه والفكين التابعة لمستشفى الحلة التعليمي حضرت الطفلة الرضيعة زينب علي البالغة من العمر سنة ونصف وباحالة من من مستشفى الكفل العام بدعوى سقوط من شاهق ولدى المعاينة وملاحظة وجود جروح وتورم في الشفة العليا وتمزقات داخل الفم مع نزف دموي في منطفة الوجه والشفتين,بعدالاستفسار من ذوي الطفلة واخذ التاريخ المرضي للحالة تبين انها سقطت من سطح الدار التي هي في طور البناء وتدحرجت الى الارض على سلم اسمنتي وعادة تدق مسامير في قالب الاسمنت....نقلت الطفلة فورا الى مستشفى الكفل العام تم اجراء الفحص الاولي اخذت لها صور الاشعة السينية,تبين وجود مسامير في منطقة الشفة العليا والجيوب الانفية وقاع الفم حولت المريضة الى شعبة الانف والاذن والحنجرة وبعدها حولت المريضة الى شعبة جراحة الوجه والفكين,ولدى التقييم الاولي تبين انها تحتاج الى عملية فوق الكبرى لازالة الاجسام الغريبة وهذا بحد ذاته يشكل خطورة على حياة الرضيعة وقبل الدخول في تفاصيل العملية هناك اجراءات لابد منها وهي التاكد من موقع الاجسام الغريبة وهذا يتطلب اخذ صور شعاعية متعامدة,مع الصورة الاولى لغرض تحديد ولو تقريبي عن مكان وجود الجسم الغريب وعند تحويل المريضة الى غرفة الاشعة جاءت النتيجة سلبية اي لا توجد اجسام غريبة في منطقة الوجه,ولدى التحقق ومقارنة صور الاشعة السابقة تاكدت من انها تعود للمريضة نفسها,السؤال الان اين ذهبت المسامير,راودني شك قد يكون ان الطفلة قد ابتلعتها ,طلبت من زميلي طبيب الاختصاص في الاشعة ان يعمل لها صورة اشعة للصدر والبطن خوفا من ابتلاعها للمسامير وهي طفلة لاتدرك ما تفعل ويكون الموقف اكثر خطورة وبعد اجراء الفحص المطلوب جاءت النتيجة سالبة ايضا,اخذ الشك يراودني اين ذهبت المسامير؟

قد يكون ذهبت مع البراز لكن لم يمضي على الحادث الا ساعة واحدة.

اتكات على كرسيي وانا افكر بمصير المسامير وهذه الرضيعة التي تبكي امامي ماذا افعل لانقاذ حياتها؟

تطلعت الى وجهها البريء وخيوط دموعها تختلط بالدم الراعف من شفتيها ماذا افعل؟

سالت جدها الذي كان برفقتها ما هذا الذي في عنقها.....اجابني ببساطة انه(حرز)...يعني تميمة

هل تسمح لي بتلمسه......براحتك

لم وضعته في رقبتها ياشيخ؟

كانت مريضة ولبعد المستوصف وضيق ذات اليد ذهبنا للسيد فاعطاها هذا (الحرز)...التميمة ...عن المرض

اتسمح لي بفك هذا الذي تسميه(حرز)

عمي بكيفك

وياللهول....ماذا وجدت

انها المسامير التي ظهرت بصور الاشعة السينية مع ورقة ملفوفة ومكتوبة بخط رديء وقطع فماش وسخة وحبتا هيل وصوف اغنام رائحته تزكم الانوف وقطع قماش وسخة كلها ملفوفة بقماش من الساتان الاخضر........كانت الطفلة قد اخفتها تحت خدها عند قيام المصور الشعاعي بالتقاط الفلم


الخميس، 27 مايو 2010

بيع ورهن-حامد كعيد الجبوري


بيــــع و رهـــــن
 
متخوصر سألني أشعندك و شتبيع
وكبله فرهدوني أبقـيت طرك ايزار
تراجـي حرمـتي و تمـايم الطـفله
بالكسران بعــت و أدفــــع الايجـار
هويتك بيعلي و يدري أمي تلفتها                    
داسـونه الأمـن ذبـتـها نــص النــار
مو بــس الهـويـه كتـبي حـركتـها
وضمتني أبجبدها و ضيعـت الاخبار
اسمك بيعلي كتله اسـمي شيفيدك
أشجم "حامد" اكو وميخدمك التكرار
سيفك وروَّرك ويشوف ما عندي
بـس خنـجره الجـدي باقــي للتذكــار
مزرعتـك إبويـتك ولدك و دينـك  
ولك هجمـان بيـتي و عمــرتــلك دار
تــربّينـه نبــيع أنزيـّف و نحــرف
الواطـي انعملقــَه إنقايض مجد بالعار
الهزيمــه إنتصار الخايف إنعــده
شجاع و جم عميـــل إستعبد الأحــرار
اليفــرهدنـه نزيه الغازي حررنه
ونقدمــلــه هديـــه ســيف ذي الفقــــار
ياهــو الياخـذ امنه إنصيحلَه عمي
بـالــروح و دمــه نــفديــه بالاعمــــار 
و أخاف الـنفط و التمرات ما تكفي
لــلمــحتـل رهيـنــه كــبـــة الـكـــــرار
يا شعلان يا بو الجـون شك كـبرك
قرينــه الفاتحـــه للفـالـــه و الـمـكــوار 
تبايع للوطن بالنور يمنتنه
و با لـيسـره أبـزويـــه إنـبـايــع الـــدولار
                                                                            
                                              حامــد كعيــد الجبــوري

الاثنين، 24 مايو 2010

طز بالثقافة-باسم الماضي الحسناوي-عن موفع كتابات

طُزْ بالثقافة / الطريق إلى الإنقراض



كتابات - باسم الماضي الحسناويّ



-1-



طُزْ بالثقافةِ إن كانت نهايتها

أن يصبح المرءُ من جنسِ الصراصيرِ

أو كان في أفضل الأحوال معتبراً

لدى الجميع كيعسوب الزنابيرِ

فإن رأوا أنه أرقى يحقّ له

بأن يزقزقَ فيهم كالعصافيرِ

تفٌّ على كتبي، تفٌّ على سهري

تفٌّ على كلِّ شعرٍ في الطواميرِ

الحقيقة أني لا ألعن الشعر فقط، بل ألعن كلَّ أصناف الكتابة، حتى وإن كان صنفاً من ذلك الطراز الذي يدهش، كالنصوص الخالدة التي كتبها باسكال أو نيتشة أو حتى تلك النصوص الرائعة في كتاب المثنوي، لأني الآن في غاية التجلِّي، فلا أعتبر مهنة الكتابة من الأساس تستحقُّ أن يقف لها المرء إجلالاً ولو لمدَّة دقيقةٍ واحدةٍ في الحياة.

يولد المثقف وهو على جبينه سيماء الغباء، ثمَّ يكبر المثقف، فيكون شاباً، فإذا به يفتخر بأنه يركِّز في نفسه سجايا الحمار، ثمَّ يتقدَّم العمر بالمثقف بعد ذلك، فلا يكون شاباً ولا شيخاً، فيكتشف الحقيقة كاملةً، لكنه يصرُّ على أن يبقى متمسِّكاً حتى النهاية بسجايا الحمار، حتى إذا ما أصبح المثقف شيخاً طاعناً في السنّ، صار ينظر إلى نفسه في المرآة فلا يرى في جبينه سيماء الحمار.

يصبح المثقف في سنِّ الشيخوخة نادماً جداً، حتى من دون أن يشعر حقيقةً بالندم، ومن الطبيعيِّ أن تعرف أيها القارئ أنَّ الحمار يكون حماراً فقط عندما لا تجنح ذاكرته نحو الندم، وعندما يكون غارقاً حتى الهامة في نشوة التعاسة، أما لو شعر بالندم لحظةً فإنَّ قوامه سوف يتبدَّل، حتى يتخذ هيأة التراب الناعم، ثمَّ يتطاير في الجوِّ بعد ذلك، حتى يستحيل غباراً.



-2-

أروني مثقفاً واحداً لم يشتم الثقافة في حياته، فلماذا تغضبون إذن لو أني نصبت للثقافة تمثالاً ورجمته مثل الشيطان بالضبط؟!.

الثقافة ضدَّ النسل

الثقافة ضدَّ الطعام

الثقافة ضدَّ الصداقة

الثقافة ضدَّ البهجة

الثقافة ضدَّ النوم

الثقافة ضدَّ الأناقة

الثقافة ضدَّ العشق إلا في حيِّز الخيال

الثقافة ضدَّ البراغماتزم وهي الفلسفة الرائجة في هذا الزمان

الثقافة ضدَّ السياسة، أقصد السياسة كما هي مشروعٌ للنهب والسلب في هذه الأيام

الثقافة حتى ضدَّ أن يكون للمرء قبرٌ يليق به بعد الموت

إلا ما يحصل من بعض الإستثناءات النادرة جداً

حيث تشاهد بعض الأضرحة على قبور المبدعين العظام

ومع ذلك فإنَّ أضرحتهم فاقدةٌ للمعنى

لأنَّ زائريهم ومن يرفعون أيديهم في التحية عن بعدٍ وقربٍ

لا يرونهم يستحقون هذا التعظيم بوصفهم مبدعين كباراً

بل بوصفهم من القديسين العظام لا غير

ثمَّ إني لا أعلم كيف سيجري تقييم الثقافة يوم القيامة

فلربما كان مصيرها إلى جهنَّم وهي تستحقُّ ذلك، فكم من الهرطقات تمَّ تزيينها باسم الثقافة

المشكلة أنَّ الهرطقة هي المادَّة الأوَّلية التي تتكوَّن منها كلُّ ثقافةٍ عظيمةٍ على الإطلاق

والمشكلة أيضاً تتمثَّل في أنَّ استحقاق الهرطقة هو الرجم واللعن على الدوام

وإلا فخبِّرني عن أولئك القديسين الذين نعظِّمهم في هذه الأزمان

هل كانوا في أزمانهم هم إلا مجموعةً من المهرطقين الكبار

حيث كان القتل والرجم واللعن مصيرهم على الدوام

-3-

عندما تكون الأمم في طريقها إلى الإنقراض، لا يكون وجود المثقف بين طبقاتها آنذاك إلا ما يشبه داء الجرب، فهي تعالجه باستمرارٍ بوصفه داءً، وهو لا يعلم ذلك، لأننا اتفقنا على أنَّ المثقف هو أغبى الأغبياء فيما يخصُّ مسألة تقييم وجوده بين طبقات الأمم التي تنقرض، فتراه ينظر إلى نفسه معظِّماً إياها، ومعتبراً أنَّ الناس كلَّهم يمنحونه تلك النظرة.

بيد أنَّ الأمة التي في طريقها إلى الإنقراض لا تترك له فرصة أن يستمتع ولو استمتاعاً ظاهرياً بهذا الإعتقاد، فتوجِّه عليه كلابها السلوقية دائماً، فتأكل من لحمه النيِّء علانيةً أمام الناس، فيكون مضطراً لأن يضحك رغم الألم، ويكون مضطراً أيضاً لأن يقف شامخاً مثل النخيل، هذا إذا كان مثقفاً في العراق، أما إذا كان مثقفاً في تلك البلدان التي تنبت الزيتون فعليه أن يتمتع بصفات الزيتون أيضاً، فلا يبدي امتعاضاً من العصر والمضغ، وهكذا بالنسبة إلى كلِّ مثقفٍ بحسب ما يكون موجوداً في بلاده من الشجر.